عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2006, 02:29 PM   #[28]
admin
Administrator
الصورة الرمزية admin
 
افتراضي

كتب خالد الحاج :

شهادة كمال الجزولي :




الراي العام 26 مايو 2004

حاوره: ضياء الدين بلال

تصوير: حق الله الشيخ


كمال الجزولى يدعو كل الاحزاب للاعتراف بمشاركاتها الانقلابية!!

الدخول لمنزل الاستاذ كمال الجزولى مثل الدخول على مقالاته.. من اول وهلة تلحظ تلك المشابهة الجمالية.. كل شئ بديع فى موضعه.. أنت كزائر تحسب لحركاتك أن تخل.. بايقاع البيت.. كما تخشى سكرتارية التحرير فى كل الصحف التى كتب فيها الاستاذ كمال.. أن تقع الشولة فى غير موقعها.. او تسقط النقطة من مكانها.. او لا تقف علامة التعجب فى مكانها المحدد على إعتدال قامة..!! اما الجلوس حول مائدة عشاء مع اسرته الصغيرة زوجته المثقفة فائزة وابنه النابه أُبى.. فإنها مثل الجلوس لقراءة نصوص شعرية فى ديوان للاستاذ كمال.. جمال العرض ودسامة الفكرة ووسامتها..!! رغم ذلك.. ورغم ود نتبادله مع الرجل.. نطمئنك عزيزى القارئ بأن لا المحاور ولا المحاور كانت لهما الرغبة فى التواطؤ عليك.. بل كانت المواجهة تتم من اجلك.. تضع كل ذلك جانباً.. لتناقش وتراجع ما طرحه المحامى والقيادى الشيوعى كمال الجزولى فى كتابه (الشيوعيون والديمقراطية.. للشراكة ام لذود الطير عن مرّ الثمر).. وتأتى المراجعة الحوارية على غير صدفة فى الخامس والعشرين من مايو.. تاريخ يوم دبر او تعاون او تواطأ بالصمت الحزب الشيوعى مع إنقلاب 25 مايو 1969م.. او رفض أن يهش الطير عن ثمرِ لم يذق منه سوى المّر.. أترى كان يقصد الرجل ذلك بعنوان كتابه الذى هو مدافعة مستميتة فى معركة ظل يكرر الجزولى فى الحوار انهم حريصون أن تظل دائرة فى وعى الجميع.. حتى لا تضل النقاط عن حروفها..!!


* استاذ كمال الجزولى بعد هذا العمر المديد للحزب الشيوعى السودانى.. لا يزال موقفه من الديمقراطية موضع تساؤل.. ومرافعات.. ومحاولات توضيح عبر كتابك (الشيوعيون والديمقراطية) وغير ذلك.. الا يعتبر ذلك إشكالاً فى حد ذاته؟!!

- ارد عليك بسؤال (إشكال عند منو.. عند الحزب الشيوعى السودانى ام عند الحركة الفكرية والسياسية السودانية)؟

*بمعنى أن الحزب الشيوعى الى الآن يعتقد أنه لم يستطع أن يقنع الآخرين بأنه حزب ديمقراطى؟!

- شوف يا ضياء.. اذا كانت المسألة مسألة اقناع للجماهير.. وتركت هكذا بين ادائه والجماهير.. الحزب الشيوعى قدم الكثير جداً منذ نشأته الى الآن لكى تقتنع الجماهير بأطروحاته.. أطروحاته التى يتحمل مسؤوليتها.. كما هى.. كما يراها وكما يعرضها دون تدخلات من قبل قوى تحمل راية العداء للشيوعيه عموماً او للحزب الشيوعى السودانى على وجه التخصيص.. هذه التدخلات بإستمرار كانت تعيق وصول رسالة الحزب للجماهير «الابيض يقلب الى اسود.. والواضح يصبح غامضاً.. والذى يقال بيسر وسهولة يفسر من قبل آخرين للجماهير تفسيرات محاطة بالشكوك وبقدر من الريب..» هذا ليس فى مسألة الديمقراطية فقط.. خذ مثالاً آخر وهو موقف الحزب من الدين.. فى جانب الدين والديمقراطية وجد الحزب نفسه لا بد أن يكون فى اجندته بإستمرار أن تظل المعركة حاضرة فى وعى الجماهير بينه وبين خصومه فى هذه القضايا..!!


* استاذ كمال.. الا تجد الحزب الشيوعى وفر من الحيثيات ما يعين خصومه عليه فى التشكيك فى مصداقية مواقفه تجاه الديمقراطية؟.. أنت ذكرت فى الكتاب أن الحزب كانت له تماسات مع اطروحات الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الجديدة.. وأنه لم يحسم موقفه بشكل قاطع من الديمقراطية الليبرالية الا فى اواخر السبعينات؟!!


- اذا كان الإتفاق على أن جوهر الديمقراطية الليبرالية هى الحريات العامة والحقوق الاساسية للجماهير هذا محسوم لدى الحزب الشيوعى منذ نشأته.. واكبر دليل على ذلك ان الحزب الشيوعى تلازمت نشأته مع نشأة حركة واسعة وضخمة جداً لتنظيم الجماهير وهى حركة بطبيعتها اكثر حدباً وحرصاً على الحريات العامة والحقوق الاساسية.. حركة اتحادات المهنيين ونقابات العمال وحركات السلم وإتحادات الشباب هكذا كله لم يكن فى اجندة القوى التقليدية.. الحزب الشيوعى صاحب مصلحة مباشرة فى الديمقراطية الليبرالية.. وهذا يا ضياء انتبهت له المخابرات الاستعمارية فى تقاريرها التى كشف عنها النقاب مؤخراً.. كانت ترى فى إتحاد الشباب منظمة شيوعية من اجندتها العمل من اجل الديمقراطية.. هذه كانت تهمة حتى عند المخابرات البريطانية.

*هل كان القصد على الديمقراطية الليبرالية؟!

- نعم.. لم تقل انه يسعى لإقامة الديمقراطية الشعبية أو الديمقراطية الجديدة.. قالت يسعى لإنشاء دولة ديمقراطية.. وأنا اعتقد واهم من يتصور ان دولة مثل بريطانيا أن اجندتها فى استعمارنا هى نفس أجندتها فى إدارة شعبها.. الحزب الشيوعى منذ البداية قبل ان يعمل وفق قوانين الديمقراطية الليبرالية القائمة على الإنتخاب والمنافسة على تداول السلطة سلمياً وقبل أن يدخل الجمعية نائب او نائبان المهم بالنسبة له المعركة فى الوعى وهذه معركة تطول.. وكان موطناً نفسه على الاستمرار فيها مهما طال الزمن (ما مستعجل)..!!

*المفارقة يا أستاذ انه اول حزب سياسى فى السودان خلق خلايا سياسية داخل الجيش؟!!

- لا يتبرأ الحزب الشيوعى ولا ينكر أنه اشتغل داخل الجيش لكن حكاية أول وآخر.. ان كان المقصود إقحام الجيش فى السياسة.. فهذا حدث قبل ما يفعلها الحزب الشيوعى نفسه.. هنالك تنظيمات باكرة نشأت داخل الجيش.. صحيح أنها غير منتمية لحزب معين و...

=مقاطعة=

*نحن نتحدث عن التكوينات العسكرية لاحزاب سياسية معلنة إلتزامها بالديمقراطية؟!!


- انت تتحدث فى السياسة.. واى عمل سياسى داخل الجيش يتم تجييره لصالح حزب او حركة معينة.. المهم هنالك عمل سياسي داخل الجيش.. ان كان اصلا الحزب المعين يعمل تنظيمات وسط الحركة النقابية لفرض نفوذه وافكاره، لكن اذا عمل ذلك فى الجيش يكون سعى فى إتجاه إستلام السلطة.. فإن اول حزب حسم قضية السلطة وفق الانقلاب العسكرى هو حزب الامة .. وليس الحزب الشيوعى و...

*يجب الا ترجع لعام 58 و....؟

=مقاطعة=

- (الله.. ومال ارجع لمتين؟!!)


* ارجع لـ1954م؟!!

- 1954م لم يكن لنا تنظيم فى الجيش!!

* فى كتاب (السياسة والجيش) لمحمد محجوب عثمان ذكر أن الحزب الشيوعى السودانى فى 54 كون اول خلاياه العسكرية فى الجيش؟!!

- ولكن ليس بغرض الوصول الى السلطة عن طريق هذه الخلايا.. فى ذلك الوقت كان يعمل من اجل الديمقراطية وترسيخها.. وكل الفترة التى اعقبت الإستقلال وبعده كان الحزب الشيوعى يناضل من اجل ترسيخ الممارسة الديمقراطية الليبرالية.. كون يكون هنالك تلاميذ فى الثانوى من خلاياه تخرجوا وذهبوا للجيش شئ طبيعى حيث ما ذهبت عضويته يسعى لتنظيمها.. ويمكن أن ينظمها لاغراض تتعلق بالحيلولة دون تدخل المخابرات الاجنبية لحسم قضية السلطة فى السودان..!!


* هل لا يزال هذا مبرراً بالنسبة لك استاذ كمال الى الان؟!!

- أنت تقول لى الآن.. واقول لك الآن «ليس مبرراً بالنسبة لى شئ واحد.. هو الوصول للسلطة عبر الإنقلاب العسكرى.. الحزب الشيوعى الآن لا يدخل فى إنقلابات ولا ينظم لها.. وهو يحرض ضد الانقلابات (هس بكرة كان صحيت من النوم ولقيت إنقلاب أنا ضدو).. ودون أن اعرف من الذى قام به.. هذه مسألة الحزب الشيوعى تأذى منها وخاض فيها وتورط فيها.. ومنذ 1977-1978 حسمها منذ ذلك الوقت ولن يعود لها مرة اخرى مهما كانت الاغراءات..!!

* إذن من قبل لم تكن محسومة؟!!

- قطعاً.. لم يكن محسوماً امر الديمقراطية الجديدة والديمقراطية الثورية (الحزب الواحد).. لكن اذا كان المطلوب محاكمة التاريخ فنحن لا نحاكم التاريخ.. اما اذا كان المطلوب فهم التاريخ.. فعلينا أن نفهم بأن الحزب الشيوعى ظل يراوح منذ الخمسينات الى نهاية السبعينات ما بين الديمقراطية الليبرالية وما بين الديمقراطية الجديدة والثورية والشعبية.. من الناحية الثانية يأتى السؤال لماذا كانت هذه المراوغة؟.. وما هو الدور الذى لعبته الاحزاب التقليدية فى دفع الحزب الشيوعى باستمرار الى حافة اليأس من الممارسة الديمقراطية الليبرالية..؟!!

* سؤال مباشر.. هل هنالك اي مسوغات لاى حزب لكى ينقلب على الديمقراطية اذا تضرر من ممارستها؟!!

- هل سؤالك هذا ونحن فى اجواء الستينات والسبعينات ام نحن فى الالفية الثالثة؟..!!

* انت قلت فى كتابك .....؟

=مقاطعة=

انت لا تسأل فى السياسة الآن.. لا يا ضياء.. انت تضع معادلات مثالية.. وتسأل عنها (هل هناك مسوغ؟!!)

سؤال لا يضع إعتباراً لظرف الزمان ومتغيراته.. هل كان هنالك مسوغ لعبد الناصر أن يستلم السلطة من الملكية؟!!.. اذا كان هنالك مسوغ.. هل عبد الناصر.. اذا عاد الآن هل هنالك مسوغ ليستلم السلطة عبر إنقلاب عسكرى.. فى الستينات الحزب الشيوعى دفع دفعاً.. حزب وقف ضد دكتاتورية عبود وقدم تضحيات باكثر مما قدمته الاحزاب كلها.. حضوره فى اكتوبر بنفوذ واسع هذه كانت شهادة مباشرة من الجماهير.. ماذا حدث؟!! خوفاً من هذا النفوذ والتمدد تكالبت عليه القوى التقليدية وتآمرت وعدلت الدستور وحلت الحزب الشيوعى.. وحظرت نشاطه وحرمت الشيوعية وطردت نوابه من البرلمان.. وهو الى آخر لحظة كان يصر على إنتهاج الحلول الديمقراطية الليبرالية.. وذهب الى المحكمة العليا وطعن فى القرارات وكسب الطعن.. كان رد الفعل ان الذين يدعون انهم فى إطار النظام الديمقراطى الليبرالى يحافظون على إستقلال القضاء اهدروا إستقلال القضاء والدليل على ذلك إستقالة رئىس القضاء بابكر عوض الله.. رغم ذلك الحزب الشيوعى لم يدبر إنقلاب مايو و...

=مقاطعة=

* سنعود يا استاذ كمال لعلاقة الشيوعيين بمايو.. ولكن اذا انت ترى فى ما حدث بطرد الحزب الشيوعى وحظره سبباً فى الانقلاب ولو نظرياً على الديمقراطية الليبرالية.. فان الجبهة الاسلامية فى يونيو 1989م كان فى وجهة نظرها مذكرة الجيش نقض لقواعد اللعبة الديمقراطىة... إذن انت تبرر لـ...؟!

-انا.. لا اعطى تبريراً .. أنا افسر لك الاحداث ماذا حدث بالضبط و...

* لكنك تبرر و...؟!!

-أنا.. لا ابرر.. شوف الحزب الشيوعى والقوى الديمقراطية على المستوىين الشخصى والعام (ما فى جهة إضررت من مايو مثلنا).. واحد من اسباب كتاباتى لهذا الكتاب هو إعطاء الدرس المستقبلى.. العبرة والدرس الاساسى أخذ قبل إنقلاب 89 بوقت طويل جداً.. مهما كانت الدعاوى ليس هنالك مبرر للانقلابات العسكرية و...

* ليس من المبدأ أن تستنفد فرصك من الانقلابات ثم تضع خطاً بعد ذلك.. تمنع الآخرين من تجاوزه اذا حدث لهم ما حدث لك؟!!

- هذه ليست منافسة فى السوق..!!

* طيب اعقد لنا مقارنة بين مذكرة الجيش وطرد الحزب الشيوعى من البرلمان؟!!

- مذكرة الجيش أنا لا احتاج ان افسر لك ماذا كان موقف الحزب منها.. ارجع لاعداد الميدان قبل 30 يونيو 1989م.. سترى أن الحزب الشيوعى نبه الى أن المذكرة تفتح باباً امام الاعتداء على الديمقراطية والمغامرات العسكرية.

* إذن هنالك مماثلة بينة... طيب فلنكن دقيقين.. إذا لم نقل إن الحزب الشيوعى دبر انقلاب مايو او شارك فى تدبيره او وقف محايداً أو...؟!!

- لا.. لا (سجل انى مقاطعاً يا ضياء قلت لك...)

=صمت فترة=

ثم قال: قطاع لا يستهان به من قيادة الحزب ومن جماهيره ذهبت مع مايو.. جزء من قيادة الحزب ضالع فى التدبير لمايو.. وعلى رأسهم السيد أحمد سليمان.. لا ننكر هذا إطلاقاً.. اخلاقياً وسياسياً الجماهير غير مطالبة بسماع حكاوى واحاجى نقولها عن الخلافات التى دارت بين جماعة عبد الخالق ومعاوية سورج.. ما نقوله باستقامة كاملة إن الحزب الشيوعى مسؤول امام الجماهير عن إنقلاب 25 مايو طالما قطاع مؤثر وقوى.. وجزء واسع من قيادته مشى فى تدبير الانقلاب قبل قيامه او مؤازرته بعد قيامه.. وكذلك دفع قطاعات واسعة جداً من جماهير الحزب الشيوعى وجماهير النقابات المتحالفة معه فى دعم هذا الانقلاب.. إذن الحزب الشيوعى مسؤول اخلاقياً وسياسياً.. وندعو أى زول مسؤول فى الحركة السياسية عن اى إنقلاب عسكرى أن يعترف بذلك دون تبرير!!


نواصل


-- ------------------------------------------------------------------------------



التوقيع: [align=center][/align]
admin غير متصل   رد مع اقتباس