عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2006, 08:08 AM   #[14]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

لا أدري، بين إشراق
وخالد الحاج
وسميرة دنيا
وهم جميعاً يضيؤون بحب لآلئ قصيد الشاعر الفنان الدكتور عبد الله جعفر (والذي غاب عن سودانيات زماناً، ولو أنه يطل، من حين لآخر عبر سودانايل، في بوح ووجد يليق ببهائه)!

من قديم عثرت على بعض شعره لدى مستودع الجمال والألق، إشراق سيدة الخواطر الملائكية، فهي تحتفظ بكنوز من الكلم النضيد من كل حدب وصوب، بحيث يفتخر المرء إن صادف بعض كنوزه عندها( حيث يأتلق الجمال مع الجمال)!

خالد الحاج فاجأنا، بأن ما يقطره الناس قطرة قطرة، أراقها لنا دناناً مترعة، وبكرم حاتمي يليق بخالد الحاج، فأصابنا بالتخمة الشعرية!
(لكن الحذَّاق، وأهل التجربة، يجمعون ذلك ويخزنونها عند الحاجة، ثم يستخرجونها في حرص بالغ، يطيلون بها متعتهم!

ليت خالداً تريث قليلاً ثم أخرج لنا من قلائد الدكتور سمطاً سمطاً، إذن لارتاحت كل قصيدة ووجدت لنفسها متسعاً من التامل، خاصة، وشعر عبد الله عميق مدهش، ولا تبوح قصائده بنفسها إلا بعد صبر واستلهام مراجع، واسترجاع صور والتقاط إشارات، وأنّى ذلك في بوست عاجل!
هل أقول ظلمتم شعر الرجل حين أتيتم بها دفعة واحدة؟ ربما لا!

يستطيع الناس إذن أن ينظروا الآن في شعر الدكتور عبد الله في إطار من قصائد تعين على رؤية نقدية والاطلاع على قاموس جذل، وديباجة تعين الناقد المتذوق على الفهم وعلى ولوج عالم متكامل ورؤية شعرية، تمثل طريقة متفردة..
هذا عمل يفيد النقاد حقاً، ويوفر لهم مادة بحث تكفي لاصدار حكم، لهواة إصدار الأحكام، وللرواد الذين يقودون الذائقة إلى حيث ترتقي وتستوعب وتتذوق بحب وفهم!.

أما المتذوقة من الهواة، أمثالي والغاوون، فسنختزن هذا الشعر البديع، ونقرؤه على مكث، وبمزاج (معتدل)، وأني لأشهد أنه سلس عذب، كما أن به وعورة فكرية محببة تغري بالتعمق واسترجاع المخزون المعرفي للوصول إلى بعض شواهقه السامقة!
طفت كما النحل أدور حول القصائد أشتار منها ما وسعني، وهي كثيرة وعذبة، ومما في لساني الآن من الرحيق:
اقتباس:
آه يا أحمد دعني
ليس عندي من فتات الحلم ما يكفي لقلبي
قال فارحل
ليس عندي من رحيق الضوء ما يكفي لعمري
قال فارحل
ليس عندي من بريق الصحو ما يكفي لحلمي
قال
ذاك الحزن فانزف
كي تري من أنت فانزف
فحملت القلب في كفي وأعلنت النزيف
قال انزف ما تري
قلت سال النيل فوق الأرض دمعا
قال فانزف ما تري
قلت
صار الناس في لون الدموع
لست أقوي
قال انزف ما تري )
وثمة رحيق آخر مخبوء تحت كل زهرة من قصائده، ولولا أن فاجأنا خالد بدفق غزير لاستطردت وأفضت،
لكنني أصبت بتخمة من المائدة الحافلة، ضاق عنها ماعوني!
وأما الغناء العذب الذي يساعد على الهضم والاستيعاب، فذلك مما يفتح له "بوست" بذاته، مضمونه هذا الاقتران، أو القراءة العملية للنصوص من خلال المزاوجة بين الحن والموسيقى من خالد الحاج، وبين اللوحة واللون من جانب بندرشاه(ولكن هذه قضية أخرى، ومبحث آخر)!
ولا أدري، كيف كان يمكن أن يكون طعم هذه القصائد دون هذا الاختيار الموفق الرائع، لدرة عتيق هذه، في تغريد سميرة دنيا!!

وإذا كان لي أن أتمنى، فلعل خالداً أن يضيف إلى هذا البوست نفسه ، ولنفس الأغنية، أداء كل من حسن عطية نفسه والكابلي، لذات الأغنية 0هل تدري..)!
عندئذٍ سنرى أينا الذي يصمد أمام هذا الجمال الكاسح!
هنا، غلبني الكلام
وانا حالي ظاهر
عاشق نبيل يا جميل لحبي طاهر
شاعر مجيد لغناك فنان وماهر

وهل بعد هذا قول
لكم محبتي

ويا سيدة الخواطر
عتيق حين قال:
اقتباس:
ناكر شفاي وأراك على طبي قادر
تشفي الجروح والروح
للقاي تبادر
وعبد الله جعفر حين يبكي قائلاً:

اقتباس:
قصيدةُُ
ضد انكسار الحرف
أو
ضد انكسار العشق
في قلبي
وقلبك
(دندنات) الروح
أزمنة الرحيل
العدل قافية
انتظار الغيب
دوززنة الغناء
الله لي
والريح
أحضان القدوم
خرائط الوطن
التسكع
في مطارات البكاء
مداخل المنفي
وأرصفة الشوارع
صوتها
نزف المدائن أخريات الليل
سيدها
احتقان الجرح
صرخات النداء..الحلم
عد بي
وجهتي قلبي
وقلبي
عند باب الماء
للنهر
الغناء
ترى، كيف كانا، وماهي تلك الجذوة التي اصطليا بها فاحترقا بخوراً من عبق الشعر السماوي؟

لا أنتظر إجابة
(فكثير من السؤال اشتياق
وكثير من رده تعليل)
طبتم!



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس