عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2007, 07:23 AM   #[3]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

حبيبنا وحبيب المعاني المرسومة من نور :
عبد الباقي .

قال لنا قلبك الناصع السَريرة :

الحبيب الشقليني
أنا قرب حدائق التفاح منك أيها الإنسان المترع بالحب والجمال فينا...
إنى لم احظ برؤياك ولكني ارسم صورة وضاحة نضرة أهيم بها عشقا في وجدان صوفي مترف الخيال
صادق الرؤيا متماسك العزيمة ...
كن بالقرب منا وافتح أبواب حدائقك لنا فانا لازلت في سهول امجد وقد أعيانى الترحال وطول المسير
وان هدني السفر سأكون بالقرب منك في لباس درويش مفتون بعقل باطن ...
إن للأحباء عندي لوحة من نور .


****

قرأت محبتكَ لنا ، وأعلم أن المحبة لا تَحُوطها المواعين . هي أكبر قدح طعام للإنسانية ، وما الذي نقرأه من سلسبيل الجنان الموعودة في القص المُقدس إلا جُرعة من محبة ، نفثها الكون القُدسي بقريب العِبارة لتكُن سهلة على الإفهام .

حبيبنا ،
وعندما وصلت في قراءتي كتابك السماوي لنا كلمة ( أهيم ) لُغة وتصويراً ، ران في خاطري من كلمات قصيدة الشاعر الحسين الحسن ( إني أعتذر ) :

وَ هَومتُ حتى تبدى أمامي ... ظلام ٌ رهيبٌ .. كثيف الستر
وَقَفتُ عليهِ أدُق الجِدارَ ... فما لان هوناً .. ولم ينشطر


ألا ترى معي كيف لبس الحَسين الحَسن حُلة المُتصوفة ، فذاب قلبه وبنانه ونفث لُغة المتصوفة ، فبان الحرير الناعم في دواخل النص . فمن خَشن اللباس الظاهر ، تلمس يديكَ نُعومة حوافر الحروف على أرض المعاني .
إن تاريخ مُبدعينا القديم زاهر أيها الحبيب .. نسير عليه بتَعَجُل ..ولا نُدرك إلا من بعد زمان طويل ...

حبيبنا عبد الباقي
كَتبتْ قلوبٌ كثيرة هُنا على ورق الرسائل : كُتبَ المُباشر بما مَسَّ الرجاء ، وفضلتُ أنا أن أدلُف من أبوابٍ لا يصلُح معها إلا فنجان قهوة ونـزع النفس من الشواغل ، فالخروج عن المألوف في النداء أراه لوناً من الألوان التي تستحق الكِتابة بها ولُغة تغطس كما تفضلت في بركة محبة ، ماؤها اختلط بماء الورد . تلك التي يراها البعض من لفافات ماضٍ تفرق في أصقاع وطن ، مساجده من اللبِن و ( رواكيبه ) لتلامذة الذكر .. تصلُح هُنا أيضاً .
تحدث ( أدونيس ) قبل أشهُر حديثاً مُترفاً في حق أدب التصوف ولُغته وعبارته ، كان ذلك في مُحاضرة له في الجامعة الأمريكية في القاهرة . نقلت لنا الصُحف بعض ما ورد ، وتحدث بأن منهج ولغة التصوف لو لا ذبح عتاة القتلة لأضاءت لنا الكثير ...

صدق من قال :

{قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }يوسف5


لكننا نقصص رؤيانا عليك ، ففي قُبة السماء أنجم مُتلألئة ، تدور في أفلاكها وتُجمل لنا الليل ، تُزخرف سواده .


نقف هُنا لنأخذ راحة ..أو لأصنع لنفسي قهوة تُركية ، ربما أجبت عن تساؤلكَ :
( إني لم أحظَ برؤياكَ )

أظنكَ قد حظيت .



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس