عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2013, 09:19 AM   #[7]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي

أواصل...
...
ورد في صحيح مسلم بأن سفيان بن عيينة قال لما سمع قول الله عز وجل في الآية 38 من سورة الأنعام: (...وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ).
ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من البهائم...
فمنهم من ينتصر انتصار الأسد...
ومنهم من يعدو عدوَ الذئب...
ومنهم من ينبح نباح الكلاب...
ومنهم من يتقوس كفعل الطاوس.
قال الخطابي رحمه الله معلقاً:
ما أحسن ما تأول سفيان من هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعاً لظاهره وجب المصير إلى باطنه، فنحن نعلم بأن الحيوانات ليست مثل بني آدم، لأن بني آدم في الظاهر يختلفون عن الحيوانات اختلافاً كلياً. فإذاً: هناك أمور في الباطن تتشابه فيها طبائع الآدميين مع بعض طبائع الحيوانات، وهذا من إعمال الفكر، والتدبر في مخلوقات الله عز وجل.
لقد ضرب الله لبعض بني آدم أمثلة شبههم بها بالحيوانات، فقال سبحانه في نفر من الناس:
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف:176]
وشبه أناساً آخرين بأنهم مثل الحمار يحمل أسفاراً...
ومن كلام ابن القيم رحمه الله في مواضع متعددة من كتبه: قال رحمه الله تعالى:
ومن الناس نفوسهم نفوس حيوانية، وذلك مثل الجهال بالشريعة، الذين لا فرق بينهم وبين سائر الحيوانات إلا في اعتدال القامة ونطق اللسان -هذا هو الفرق الوحيد وإلا فإنهم يشبهون الحيوانات- ليس همهم إلا نيل الشهوة بأي طريق أتت)
انتهى

(يتبع بحول الله)



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس