عرض مشاركة واحدة
قديم 28-09-2013, 03:41 PM   #[1]
عادل عسوم
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عادل عسوم
 
افتراضي مناشدة لأحزاب السودان (الوطنية)

ولكي لا يمارس الشيوعيون (عادة) ركوب قطار الأحداث!
لا أحسب الذي يحدث (الآن) في السودان سوى تعبير تلقائي من جموع الشعب السوداني لرفض السياسات الاقتصادية الأخيرة للحكومة الحالية...
وينبغي التقرير بأن هذه الحكومة المكونة من حزبي المؤتمر الوطني والاتحادي الديمقراطي الأصل وبعض الأحزاب الصغيرة وبعض الشخوص لهي حكومة -لا يمكن بأي حال- تسميتها ب(حكومة قومية)...
وأحسب أنه من المبكر جدا تسمية الحراك الحالي للشارع السوداني بأنه (ثورة) وذلك من خلال الحيثيات المنداحة والأسباب التي دعت الناس للخروج والتظاهر ...
لكن يبقى الطريق مرصوفا لأن يصبح هذا الحراك (ثورة) حقيقية استصحابا للعديد من المؤشرات المحيطة والذاتية...
فالمشهد العربي العام لم يفتأ تكتنفه أشواق ثورات الربيع العربي تجاه أنظمة شمولية أصدأها الفساد وسودت صحائفها الدكتاتورية بدءا من تونس ثم ليبيا ثم مصر واليمن وهاهي سوريا لم تزل بين مطرقة النظام الشمولي وسندان الأطماع الخارجية ولم تتضح بعد معالم الصورة النهائية للوضع فيها...
وهاهو الداخل السوداني قد أنهكته سياسات الحكومة الحالية التي يبدو أن الاقتصاد قد (هزم) جل الحلول التي أتت بها وآخرها السياسة الخاطئة منهجا وتوقيتا لرفع الدعم عن الوقود الذي يعلم كل سوداني ارتباطه الوثيق بسعر الطماطم والدكوة قبل أن يطال بقية احتياجات الناس الأخرى!...
وعلى كل حال لقد صدر القرار ...
وهاهم الناس قد شرعوا في الخروج الى الشارع للتعبير عن كوامن السخط على السياسات الاقتصادية على اجمالها قبل التعبير عن رفع الدعم عن الوقود...
وقد كان على الحكومة أن تعلم يقينا بأن الذي يحدث الآن في الشارع لا بد له من حدوث وقد كان لزاما عليها -وهي المسؤلة أمام ربها من مصائر العباد-أن ترفق بموازاة قرارتها تلك تدابيرا أخرى تستطيع التخفيف من غلواء جنون الاسعار الذي تحلل من قيوده ليهجم بضراوة على الأسواق...
أقول ذلك لأن المسؤلية بضمان (اقتدار) الناس على الاطعام من جوع وأمن من خوف لهو من صميم واجبات أيما حكومة تسيدت الحكم وتخشى الله في مواطنيها...
أقول ذلك وفي البال بيان من النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه (قرر) وابان فيه بأن الحكومة التي تتراجع عن قرارتها غير جديرة بالبقاء !...
وذاك لعمري يعني أنه لا تراجع عن السياسات الاقتصادية الأخيرة ...
لذلك ...أما كان الأجدر والأولى أن تتخذ الحكومة (تدابيرا) تستطيع التخفيف من غلواء الزيادات المتوقعة في أسعار السلع بما فيها الوقود؟!...
وهنا يتبادر سؤال مهم...
أين ممثلي الشعب من الأحزاب السياسية التي آلت على نفسها التطلع الى حكم السودان واكتسبت من الخبرة الكثير منذ أن نلنا استقلالنا (على طبق من الصيني) كما قال الراحل اسماعيل الأزهري؟!
أليس هؤلاء الذين يخرجون ينتمون الى الشعب الذي يسعون الى حكمه؟!
لماذا يدعون الناس فريسة للقمع والاعتقال وهم اقدر على الجلوس (منهم) مع من يحكمون ليصلوا معهم الى كلمة سواء تضمن لهذا الوطن البقاء دونما انزلاق الى الحال التي تكتنف العديد من الدول التي حولنا؟!
فهاهم الشيوعيون وقد خرج علينا بالأمس سكرتيرهم العام ليخاطب بعض المتظاهرين (عشما) في ركوب قطار التظاهرات استصحابا لأحداث أكتوبر التي جعلوا من الشهيد القرشي -الذي لا يعلاقة له بالشيوعية ولا الشيوعيين أيما علاقة كما أبان زملاؤه وأهله- فوجدوا لهم موطأ قدم في خارطة السياسة السودانية بعيد أكتوبر؟!
وللناس تبين ذلك من خلال العديد من المنتديات الاسفيرية التي يتبين القارئ لها بجهد لهم محموم لفعل ذلك الآن ايضا!!!
هذا الفكر الشيوعي البائس الذي ركله الناس-حتى-في الديار التي أنبتته كيف لنا القبول به وبالحزب الذي يمثله وهم من لا رصيد شعبي له ولا فكر يمت الى فطرة السودان والسودانيين كي يأتي قادته ليحدثونا عن الديمقراطية وحقوق الانسان وهم الذين ابتدروا الانقلابات العسكرية في هذا الوطن وهم كذلك الملطخة اياديهم بدماء الشرفاء في قصر الضيافة ايام هاشم العطا وهم أيضا هم قاتلي النساء والأطفال والشيوخ في الجزيرة ابا؟!
أرجو صادقا أن تنتبه أحزابنا (الوطنية) الى مسؤليتها تجاه جموع شعبها ليستريح الشعب تحت ظل حكومة قومية لا ينفرد فيها حزب بالرأي أملا في أن تصل سفينة الوطن الى (جوديّ) ينأى به عن حال ومآل أخوة لنا في سوريا ومصر...
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
عادل عسوم



التوقيع: المرء أن كان مخبوءا في لسانه فإنه - في عوالم هذه الأسافير - لمخبوء في (كيبورده)
عادل عسوم غير متصل   رد مع اقتباس