عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2006, 05:30 PM   #[78]
imported_خالد الحاج
Administrator
الصورة الرمزية imported_خالد الحاج
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما نوفل
العزيز خالد،

لست بشيوعية، ولكني معجبة بالسيدة فاطمة الى حد كبير.
[/size]
عزيزتي ريما...
التحية لك وللأستاذ طلال سلمان.
يسعدني أن يأتي الإعجاب بالأستاذة فاطمة منك ... حرة تعرف الأحرار...

فاطمة إنسانة نادرة المثال قوية العزيمة والشكيمة.. ونحن بعد يفع كنت أسمع الكثير عن نضالاتها ضد الطغيان..
من تلك الحكاوي عزيزتي ريما كانت تقف في صف طويل أمام محطة التزود بالوقود لسيارتها أيام أزمة من الأزمات الكبيرة في الوقود علي أيام سيء الذكر الرئيس نميري. ناكفها أحد الرجرجة ممن كانوا بالصف
فقالت له ولمن معه : هل أنتم رجال؟ الرجال ماتوا في المشانق وعلي الدروة!! ثم صارت تصرخ بأعلي صوتها:
يسقط جعفر نميري... يسقط جعفر نميري.
ويقال عزيزتي ريما والعتب علي الراوي لم يتبق في محطة الوقود إلا هي وحدها .. الكل أسرع جاريا.


هذه جزئية من مذكرات الأستاذ رفعت السعيد يحكي عن مؤتمر للسلام عقد في موسكو عام 1972 وكان إعدام الثوار لم يمض عليه أكثر من عام أونحوه.. كان نميري في قمة "مجده" الزائف وإحساسه بأنه يمتلك نواصي الأمور.. حتى أن موسكو "الشيوعية" كانت تخشي إغضابه كي لا يختل ميزان الموازنات الدولية في زمان الحرب الباردة.

كتب رفعت السعيد :



اقتباس:
من مذكرات رفعت السعيد

المؤتمر العالمي لقوي السلام..
وفيما نحن منهمكون في الإعداد هذا المؤتمر زارني "خارخردين" في مكتبي وطلب أن نراجع قائمة المدعوين من البلاد العربية والشرق الأوسط... من الذاكرة بدأت أذكر أسماء لبنان فاروق معصراني ومعه عدد من ممثلي الأحزاب والقوي الديمقراطية . سوريا مراد القوتلي (شيوعي) وجبر الكفري (بعثي) وعدد من الشخصيات الاجتماعية مصر..العراق كان يهز رأسه بشكل روتيني فهو مثلي يحفظ الأسماء جميعا ولا يحتاج مراجعة ..ثم السودان : فوزي التوم منصور ، فجأة تكلم : من هذا؟ طبعا هو يعرفه جيدا وربما أكثر مني لكنني وقد أدركت سبب حضوره من موسكو قلت في هدوء : هو سكرتير عام حركة السلام السودانية . قال : دعك من هؤلاء أنهم لا شيء ، ثم أن الحكومة السودانية مصممة علي الحضور ومن المستحيل أن يحضر النقيضان . مضت لحظة صمت طويل جري أمامي شريط لعبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ معلقان علي المشنقة وعشرات الرفاق قتلي وسجناء. كنا عام 1972 ... ونميري الذي أعدم الرفاق بوحشية لا تتكرر كثيرا هو المتحكم في السودان وكان عطر دم الرفاق لم يجف بعد. لم أجادله فموقف كهذا لا يتخذه مسكين كهذا، وهو في نهاية الأمر مسكين مهما حاول أن يبدو مهما.
قلت بهدوء : لن أوجه دعوة لحكومة نميري. أجاب بهدوء : أوجهها أنا ، وأنصرف .
اتصلت تلفونيا بمحجوب عثمان (ممثل الحزب الشيوعي السوداني في مجلة قضايا السلم والاشتراكية في براغ) . شرحت له الأمر. أحسست بالمرارة تسري من فمي إلي فمه.... وكنت أعرف أنه لا يملك شيئا ، فقط أردت أن أبلغه بموقفي. وبعد أن هدأت أردت أن أفرض أمرا واقعا ، اتصلت بمريام تيمونين عضو البرلمان الفنلندي ونائبة رئيس اتحاد النساء العالمي... كانت صديقة عزيزة هادئة، يشع وجهها بألق إخلاص غير مفتعل ومسحة من حب عميق غير منفعل.. قلت : مريام لدي رجاء . أرجو أن يضم وفد اتحاد النساء العالمي إلي مؤتمر موسكو الرفيقة فاطمة أحمد إبراهيم (رئيس اتحاد النساء السوداني) وأضفت : أنت تعرفين أنهم شنقوا زوجها الشفيع ولا أقل من أن نمنحها بعضا من التكريم.... لم أشر إلي أي شيء آخر حتى لا أحرجها.. جائني صوتها الرقيق ممتلئ كعادته بالحنان وأحسست أنها توشك أن تبكي ، قالت : طبعا اطمئن ستكون في الوفد. بطبيعة الحال شعر السوفيت بذلك ، لكنهم تركوها طالما أنها أتت عن طريق آخر... ولا لوم عليهم ... ولا مجال لغضب السيد النميري منهم. وكنت قد عدت للقاهرة عندما انعقد المؤتمر... كان نميري وغدا إلي درجة أنه أرسل علي رأس وفده إلي المؤتمر وزير الداخلية الذي أشرف علي عمليات الشنق والاغتيال والسجن...وفيما وقف الوزير ليتحدث انطلقت سهام شتائم من فاطمة أحمد إبراهيم .. يا قاتل يا سفاح، يا مجرم .. لتدوي في قاعة المؤتمرات الكبري في الكرملين... وتكهرب الجو وشعرت بسعادة غامرة عندما سمعت بالأمر.

أنتهي.

المصدر:
مجرد ذكريات
د.رفعت السعيد
الصفحات : 205 / 206
الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب .

شكرا ريما... شكرا أستاذ طلال سلمان.
وتبقي فاطمة عنوانا ورمزا للمرأة السودانية الحرة الأبية ولو كره "الصغار" .



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
imported_خالد الحاج غير متصل