عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-2007, 07:48 PM   #[4]
ود الجريف
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

الرائع عصمت العالم والإخوة والأخوات المتداخلين خالص الشكر
على هذا الإبداع المترف ودعوانا أن يرحم الله الرائع الشاعر الأستاذ
صلاح أحمد إبراهيم بقدر ما خط حرفاً وكتب شعراً ونطق صدقاً وعاش ألماً
وتبسم فرحاً فنسأل الله رحمته الواسعة .

وأسموحو لي بهذا المقال للصحفي بلال الحسن وهو يتحدث صادقاً عن الراحل صلاح أحمد إبراهيم :-

قال الصحفي الكبير بلال الحسن عن صلاح احمد ابراهيم فى (مجلة اليوم السابع):-
هنالك اشخاص نعرفهم كثيراً ثم نكتشف فجأة اننا لا نستطسع ان تنحدث عنهم كثيراً، فهم النسمة وهم الطيبة ،وهم التواضع ، وماذا يستطيع الانسان ان يقول عن النسمة والطيبة والتواضع والصداقة؟
لقد تعرفت على صلاح احمد ابراهيم عام 1984م وسعيت وراءه من اجل ان يكتب فى (( اليوم السابع)) وكنت قد قرأت له مقالات سياسية كثيرة ، ولكننى ألححت عليه ان لا يكتب فى السياسة. ولا ادري ان تخبئه هذه الجملة. وكنت احرص بدافع الفضول ان اقرأ مقالة صلاح فور وصولها ، لاكتشف ان كان لا يزال هنالك (جديرون بالأحترام) يستطيع ان يكتب عنهم.
واعترف..ان صلاح فتح امامى باباً واسعاً يطل على عالم الجديرين بالاحترام هذا. كانوا كثيرين اكثر مما تصورت ، وكانوا يخرجون من تحت معطفه بشراً احياء .كان من خلالهم يدافع عن الخير فى معركته الأبدية مع الشر، وبدأت اسمع ملاحظات الاعجاب بمقالة صلاح فى كل مكان اذهب اليه. وفوجئت حين كنت التقى بالشباب المغتربين وفيهم من لا يتقن العربية الا قليلاً ، وقد قرأوا مقالة صلاح وطربوا للغتها. وبدأت اشعر ان صلاح يستطيع ان يكتب لنا عن هؤلاء الجديرون بالاحترام دون توقف ، وحتى النهاية ، وقد كان هذا للاسف ، هو ما فعله تماماً ، باستثناء مقالة واحدة بقيت غائبة لم تكتب بعد عن صلاح احمد ابراهيم نفسه ، لتكون خاتمة السفر.
لقد كانت حياة صلاح ، بقدر ما استطعت ان اعرف منه ، سلسلة من التحديات ، تحديات مع الأحزاب ، ومع السياسة ومع الحكام.
انتمى للحزبية فى مطلع السيتينات ، فترة لا تتجاوز السنه الواحدة ، وغادر الحزبية بسبب ((شيبون)) وشيبون هذا شاعر سودانى ، وكان صلاح مليئاً بالاعتقاد انهم حاصروه وعزلوه حتى انتحر.
ولم يكن مستعداً ان يغفر للحزبية ذلك ، وكان قاسياً فى نقده ، ومن اجله كتب قصيدته ((انانسي)) وبالكاد استطعت ان اعرف منه ان انانسى هذا عنكبوت من شرق افريقيا.
لقد كانت هذه الرموز الافريقية تملأ شعر صلاح ، فغابة الأبنوس هى ديوانه الأول ، وهو الخشب الاسود الصلب الذى لا يكسر . وغضبة الهباباي هى ديوانه الثانى والهباباي هى الريح العاتية التى تهب في شرق السودان ، تماما مثلما كان الشعب السودانى يهب فى كل مره جارفاً كل ما هو امامه.
وكان لصلاح تحد آخر مع السياسة ، رشح نفسه للانتخابات مرتين ، وخسر فى المرتين. خسر مرة بسبب الشيوعيين حين اكتسحوا دوائر الخريجيين عام 1965 . وخسر مرة ثانية بسبب الاسلاميين حين اكتسحوا الدوائر نفسها عام 1986م
الانتخابات حزبية ، ولا مجال فيها لصلاح ولا للشعر. وكان لصلاح تحد آخر مع الحاكم . لقد ايد النميرى فى بداية عهده ، ثم ناصبه العداء. وكان أميناً مع نفسه حين استقال من منصبه كسفير للسودان فى الجزائر عام 1976م ، وبدأ حياة الاغتراب فى باريس ، وعاش حياة المنفيين ، رافضاً باصرار ان يطلب اللجوء السياسى.
وظن نميرى أنه استراح من صلاح باستقالته. ولكن صلاح ملأ عليه الخرطوم بنهاراتها ولياليها، حاربه بالشعر بالشيء الوحيد الذى يملكه.
مات صلاح ولم يمتلك اى شبر من الأرض فى السودان وان كان بامكانه امتلاك القصور..ولكنها عزة النفس السودانية متمثله فى هذا الشاعر الفذ .

صلاح أحمد إبراهيم في سطور :-
صلاح أحمد إبراهيم (1933 - 1993)
ولد بامدرمان.
تخرج في كلية الآداب بجامعة الخرطوم.
نشر ديوانين هما غابة الأبنوس وغضبة الهبباى.
اشترك مع على المك في مجموعة البرجوازية الصغيرة القصصية، كما اشترك معه في ترجمة كتاب الأرض الآثمة لباتريك فان إنزبيرق.

وأهديكم أجمل ما تغنى به الرائع الأستاذ/ محمد وردي ومن كلمات الراحل صلاح أحمد إبراهيم
[align=center]((الطير المهاجر ...))[/align]

[align=center][frame="6 60"]غريب وحيد في غربته
حيران يكفكف دمعته
حزنان يغالب لوعته
ويتمنى
طال بيه الحنين
فاض به الشجن
واقف يردد من زمن
بالله يا الطير المهاجر للوطن
زمن الخريف
تطير بسراع
تطير ما تضيع زمن
أوعك تقيف
وتواصل الليل بالصباح
تحت المطر وسط الرياح
وكان تعب منك جناح
في السرعة زيد
في بلادنا ترتاح
ضل النخيل أريح سكن
وفوت بلاد وسيب بلاد
وان جيت بلاد تلقى فيها النيل بلمع في الظلام
زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام
تنزل هناك وتحي يا طير باحترام
تقول سلام وتعيد سلام
على نيل بلادنا سلام
وشباب بلادنا
ونخيل بلادنا
سلام
بالله يا طير قبل ما تشرب تمر على بيت صغير
من بابه
من شباكه
بلمع ألف نور
تلقى الحبيبة بتشتغل منديل حرير
لحبيب بعيد
تقيف لديها
وتبوس إيديها
وأنقل ليها وفاي ليها
وحبى الأكيد[/frame]
[/align]



التوقيع: [align=center][/align]

[align=center][fot1]ماذا يكسب المرء لو كسب العالم كله وخسر نفسه[/fot1][/align]
ود الجريف غير متصل   رد مع اقتباس