عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2013, 09:29 AM   #[18]
أبو جعفر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبو جعفر
 
افتراضي

ثالثة الأسافي السلفية وهي أخطرها هي إهدائهم سلطة إمارة المسلمين للطغاة بنص فتوى تحرم مناهضتهم أو حتى إضمار عدم الإيمان بشرعية إمارتهم، حيث يقول فقيههم أبو يعلى:
اقتباس:
(ومن غلبهم بالسيف) حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً عليه، براً كان أو فاجراً فهو أمير المؤمنين). وقال أيضاً: (فإن كان أميراً يعرف بشرب المسكر والغلول يغزو معه، إنما ذاك له في نفسه).
وجاء في كتاب السلفية هي العدو:
" إن عبارة (لا يحل) في هذا النص لفقيه الحنابلة أبي يعلى في كتابه الأحكام السلطانية، تضعنا - في بساطة مذهلة - حيال حكم شرعي بتحريم مناهضة الطغيان، وليس فقط على مستوى الخروج والعصيان، وإنما كذلك على من ينفي بقلبه صفة الشرعية عن الحكومة الفاسدة الجائرة.

وليس ذلك فحسب، بل إن الإثم يلحق بمن لا يثبت لهذا الطاغية صفة الشرعية بعبارة: (بمن يبيت ولا يراه إماما عليه)، وهو ما يعني، اتخاذ موقف إيجابي باعتقاد الشرعية، لا مجرد موقف سلبي بالامتناع عن الاعتقاد.

ومكمن الخطر هنا هو: أن أبي يعلى لا يؤرخ حدثا ولا يقدم رأيا، ولا حتى يفتي بصدد واقعة مخصوصة يمكن الحديث فيها عن الضرورة والإكـراه، وإنما هو ينظّر نظرية، ويؤصِّل حكما، ويشرّع تشريعا له صفة التأبيد والدوام.



التعديل الأخير تم بواسطة أبو جعفر ; 13-05-2013 الساعة 09:34 AM.
أبو جعفر غير متصل   رد مع اقتباس