عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2007, 01:07 PM   #[11]
ريما نوفل
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

سعادة السفير الشاعر جمال محمد إبراهيم
(أيهما الأحب إلى قلبك، لقب السفير أو لقب الشاعر؟)

من أصعب الأمور في الحياة أن تتكلم في حضرة أمراء الكلام، وأنت يا سعادة السفير والأستاذ عالم عباس أميرين من أمراء الشعر، فأنى لي أن أعلق وأنا ليس عندي حلة البلاط.
قصيدتك هذه جلعتني أخجل من نفسي..
أخجل لأني لم أقف عند تلك الصخرة كما وقفت أنت، ولم أر ما رأيته أنت ولم أنظر بهاء الروح التي رأيتها أنت.
لكن ثمة قدرة لا نقدر على فهمها:

"في بهائها الأملس ِ ، يختبيء رمادُ العُنف ِ ،
لا تخرج ناراً بعد إشتعال ..
لا تنزف دماً ، و السكين ُ في خاصِرةِ الأفق"

هل هي نعمة أن نقمة أن تبقى خاصرتها معرضة للطعن، ويبقى لها القدرة على الإنبعاث من جديد؟
هل يستأهل ناسها أن تنزف كل هذا النزف لأجلهم؟ أم أن ثمن البقاء الاغتسال ببحيرة الدم كل بضع سنوات؟
ثمة مكر لا مؤامرة. ثمة لعنة ربما.
لكن فوق ذلك ثمة نعمة إلهية وضعتها في مصاف العاشقين.

"يستحمّ العشق ُ في جسَد ِ الصّخرة ِ
قبل أن ينسدِل الشِّعرُ في المخيّلة"

لكنك وسط ذلك قلت:
"وقفت ُ مشرئباً بين بندقيتين"
كم هي مؤلمة هذه الصورة.
ولمن لا يعرف الخلفية فقد كادت بيروت أن تشتعل قبل أسابيع بنيران أهلها من جديد، بندقيتان متقابلتان صوّبت الواحدة بوجه الأخرى، انطلاقاً من حادث في جامعة بيروت العربية وتوسع إلى محيط الجامعة فإلى أحياء من بيروت، استدعى للمرة الأولى منذ سنوات طويلة حظراً للتجول لليلة كاملة، حتى هدأت النفوس وبردت الدماء.. أم أنها لم تبرد بعد؟؟
أرى الخوف في قصيدتك يا سعادة الشاعر.
ثم أراك تسأل:
"من يستحمْ : البحرُ أم بيروتْ ؟
منْ ينامَ في الرماد ِ : العنقاءُ أم قنّاصة ُ النّهارِ ؟
من يفتري على الصخور ِ كذبا : سخاءُِِ المدِّ ، أمْ خصومةُ الجزر ِ ؟"
عندي شعور أن القصيدة لم تنته بعد وأن توأماً لها سيولد قريباً.



ريما نوفل غير متصل   رد مع اقتباس