عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2007, 08:49 AM   #[9]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

[overline]سيدي السفير،
الشاعر جمال، جمال الاسم والمعنى
[/overline]
لك أن تعجب، فأنا ، حتى اللحظة لم أزر بيروت، فلا تأخذنك شهقة الدهشة!
لكنها في الخاطر والقراءات والأحلام، وهي عندي (كالعنقاء والخل الوفي)!
لاباس ، ليس هذا أوان الحسرة، لكن قل لي:
اقتباس:
وقبل أن يكتب البحرُ قصيدة َ عشق ٍ بين ساحلين
وقبل أن تقف:
اقتباس:
مشرئباً بين بندقيتين....

كيف تنزل عليك هذا الشعور الحكيم الطاغي، والسكينة ذات الحكمة التي أملت عليك هذا التأمل الخاشع والاستسلام الصافي فانمحى الكون كله إلا من معناه الجلل، فأدركت أن:
اقتباس:
ثمة غياب ٌ أجمل من كامل ِ الحضور ،
وانحباس ٌ أكثر فيوضاً من تدفق وانعتاق . .
وذهولٌ أبهَى َ من اندياح ِ اللحن ِ
،

يا لله، أهي الصخرة، تلك التي وقف عليها ابن فيصل، وبمعيته العاقب محمد الحسن (هذه الصخرة جئناها صباحاً ومساءاً، كيف بالله رجعنا غرباءا)!، أهي تلك:
اقتباس:
من صَخرة ٍ جلمود ،
يبتني القلب ُ مئذنة ً من شموس ِ الوادي المقدّس ِ طوىَ،

تأمل أيها العاشق الحزين، فها أنت تجد:
اقتباس:
في خَلق ِ الصّخرة ِ حِكمة ٌ تفترش زمَانَ الصّحراء ِ والتكوين،
في بهائها الأملس

وتجد:
اقتباس:
في خَلق ِ الصّخرة ِ غصّة ٌ، لا في حلقِها..
هي إذن ليست صخر، جرداء، هي صخرة ذات نبض، وليس كقلوب بعضهم "قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة" بل هي صخرة مبرأة من تلك الحجارة المستثناة التي تنبض وترق وتهب، من تلك التي قال فيها المولى( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها ما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله،) هي إذن:
اقتباس:
صَخرة ٍ أخرَىَ ،
يستحمّ العشق ُ في جسَد ِ الصّخرة ِ
قبل أن ينسدِل الشِّعرُ في المخيّلة
في صَخرة ٍ أخرَى،

يا صديقي الجميل
هززت قناتي بدافق مشاعرك وهي تحلق بي على صخرة نابضة، بل وضعتني على قمة صخرة أخرى أتساءل معك:
اقتباس:
(من يستحمْ : البحرُ أم بيروتْ ؟
منْ ينامَ في الرماد ِ : العنقاءُ أم قنّاصة ُ النّهارِ ؟
من يفتري على الصخور ِ كذبا : سخاءُِِ المدِّ ، أمْ خصومةُ الجزر ِ ؟)
وأقول معك، بلساني:
(من يجرؤ على فصد جراح الأسئلة
وأي مسيح بيمناه دواء الإجابة)!


قبل عني تلك الصخرة التي استنطقت شاعريتك واغتسلت بندى كلماتك



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس