عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2013, 03:16 PM   #[2]
Magdy
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

أبا الحكم ..

كيف حالك ؟

علك أن تكون بخير ..
علك ينقصك سجود تبلل فيه الدموع أسربة الكآبة و الحزن فتخرج من سجدتك بصدر منشرح لا ضيقًا حرجًا كأنما يصعد في السماء ..

تقول ( اعلم ان وراء هذا الكون خالق ولكنني متكبر لدرجة عدم التصديق )

لكأنك كهذا العبد الذي هرب من سيده ، و أخذ يبعد و يبعد حتى يخرج من ملك سيده لأنه يأبى أن يكون عبدًا ، و لكن العبد الآبق لا يدري أنه مازال في ملك سيده ، و أن سيره هذا ما هو إلا علامة على رحمة سيده به ، و أن لو شاء سيده لأتى به مسلسلًا بالسلاسل ، و عجبًا لقوم يدخلون الجنة في السلاسل !!

أتظنك كهذا العبد ؟

أظنك أحكم من أن تكون مثله يا أبا الحكم ..

ألم تقرأ قول الله تعالى ( نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا )

فأنت عبد أسير ، سرت ما سرت و تكبرت ما تكبرت فأنا و أنت عبيد لله ، و لو شاء الله لأخذك أخذ عزيز مقتدر ، لكنه حليم بك على بُعدك ، يدلك على مواضع الهداية على كِبرك ، فمالك تنأى ؟! و لم لا تقول " و عساك ربي ترضى " ؟!!

لقد حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في المرة السابقة ، وكيف هو لا يكون إلا صادقًا ، و كيف هو لا يكون إلا رجلًا لا يكذب على الله في أي شيء ، فتعال الآن أحدثك عن رب الرسول صلى الله عليه و سلم ..

تعال إلى ربي و ربك و رب العالمين أحدثك عنه ..

ثانيًا : إنه الله ..


أظنني الآن في ورطة !!
أتراني أحدثك عن الله بما يكفي !!
سبحانه لا نحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ..

لذا سأقتطف من ملكوت الله ما أدعه يتحدث عن الله خالقه ..
فأبرأت ذمتي بأن جعلت غيري يتحدث ، بعد أن أبرأتها بأن الحديث لن يكفي ، و كيف عساه أن يكفي ؟!

و من أين أقتطف ؟!
لن أبعد بك في ملكوت السماوات و الأرض ..
بل تعال معًا في أعماق نفسك ..

أتعرف أن في جسدك محابس و صمامات أمان ؟!!

تعال أحدثك عن هذه الصمامات ...

من أين أبدأ ؟!

هل أبدأ من ذلك الصمام الذي يمنع الأكل حين تبلع أن يصل إلى الجهاز التنفسي بدلًا من أن يصل إلى المريء ؟!!

إن هذه المنطقة يعمل بها أكثر من 10 عضلات ، أتعرف عنها شيئًا ؟! أتعرف أسماءها ؟!! أتعرف كيف تعمل ؟!!

رغم الجهل بها فإنها تعمل ..

هذه العضلات تنقبض فترفع القصبة الهوائية و تغلقها و تغلق الأنف من الخلف فلا يمر الطعام لأعلى في الأنف و لا لأسفل في مجرى التنفس ، و لا يجد إلا طريقًا واحدًا و هو المريء ..

فبالذي خلقك فسواك فعدلك من فعل هذا ؟!

ثم تعال إلى صمام آخر ..

صمام يمنع الفضلات من المرور دون إرادة الإنسان ، صمام يحرس الشرج ..

صمام داخلي و صمام خارجي ..

الداخلي لا إرادي و هذا الصمام يجعل القناة تحته فارغة و لذا لا يتعب الصمام الخارجي الإرادي بطول العمل و لا يمر الهواء بعد تراكمه رغمًا عن الإنسان و الصمام الخارجي ..

الصمام الخارجي حتى الآن مازال علماء التشريح في حيرة من أمرهم ، قالوا هو عضلة واحدة ثم قالوا أكثر و الآن قالوا ثلاث عضلات تنقبض فتجعل القناة الهضمية في وضع زاوية حادة فلا يمر شيء ..

أهكذا فقط ؟

بل هذا الصمام يشعر بطبيعة المادة داخله أهي غاز أم سائل أم صلب .. فإن أحسه الإنسان غازًا تصرف بحسب ذلك و إن شعره صلبًا تصرف بحسب ذلك .. و اللبيب يفهم بالإشارة ..

تخيل لو كان الإنسان يتعامل مع المار في الشرج على أنه غاز فوجده صلبًا ؟!!

يا للفضيحة ..

ثم تخيل لو كان هذا الصمام غير موجود ..

يا للفضيحة ..

ثم تعال معي إلى صمام آخر ..

الإفرازات المرارية من الكبد تصل إلى الحوصلة المرارية من خلال قناة الحوصلة و تتجمع المادة في الحوصلة المرارية و عندما يأتي الطعام في الأمعاء تنبعث إشارات عصبية و هرمونية إلى الحوصلة فتنقبض فيمر السائل المخزن إلى الأمعاء ..

فالقناة المرتبطة بالحوصلة المرارية يمر بها السائل في اتجاهين .. القناة الوحيدة في جسمك التي يمر فيها السائل في اتجاهين ..

فكيف حال الصمام الذي في هذه القناة الصغيرةِ الصغيرة ..

إنه صمام حلزوني الشكل ..

هذا الشكل الحلزوني يساعد السائل على المرور في اتجاهين ..

فبالذي جعل لك عينين و لسانًا و شفتين ، من خلق هذا ؟!!

ثم تعال إلى صمام آخر ..

صمامات القلب ..

أتعرف عنها شيئًا ..

قصتها طويلة .. كيف شكلها .. كيف حركتها .. كيف إغلاقها .. كيف تتناسق في العمل ؟!!

و رغم أن الكثيرين لا يعلمون عن ذلك شيئًا فإنها تعمل ..

يكفيك هذه الصمامات أم أزيدك ..

الصمام الذي في الاثنى عشر يتحكم في نزول السائل المراري إلى الأمعاء لإتمام الهضم ، هذا الصمام مازالوا في حيرة من أمرهم في أمره ، قالوا هو جزء واحد ، ثم قالوا ثلاثة ثم قالوا أربعة ...

من خلق هذا الذي حير العقول ؟!!

قلها معي ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) ..

اكتفيت من الحديث عن الصمامات فإنها - والذي خلقها و خلقك - كثيرة كثيرة ..

فخبرني - أبا الحكم - عن المنطق الإلحادي هاهنا .. ستجده منطقًا باردًا باهتًا حائرًا ليته يسكت دون منطق ، ستجده خبالًا يقول " صدفة طائشة " ، ستجده سفاهة تقول " طبيعة غير عاقلة " ، فتعال إلى المنطق الحق ، و القول الصدق ..

التفسير الإسلامي ( قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) قلها يا أبا الحكم ، و ما عليك أن تقول " آمنت بالله " ثم " تستقم " ؟!

التفسير الإلحادي ............................ لن تجد تفسيرًا مقنعًا .

بل تعال نتعمق في المسألة ..

الله عز و جل خلقنا و لم يتركنا هملًا و أحاطنا بالنعم كما ترى ، فجسدك شهيد عليك يوم القيامة ، هذا الرب الرحيم الذي لم يخلقنا و يتركنا كما يدعي السفهاء ، هذا الرب الرحيم الذي لم يزل و حتى تقوم الساعة و بعد قيامها يحوطنا بالنعم و الأفضال ، و أسأل الله ألا تأتيك الساعة إلا و أنت مسلم ..

هذا الرب يدبر لك أمر الصمامات في جسدك .. ثم يترك دعيًّا يقول " أنا رسول الله إليكم " و لا يفضحه و يتركك تنخدع به ؟!!!

كيف يكون ذلك ؟!

إن الأدعياء يقعون في التناقض و الكذب و علامات الدجل تتضح عليهم و تلك سنة الله الكونية فيهم ..

انظر إلى قاديان القوم الأكبر الذي ادعى النبوة كيف وقع في الفضيحة تلو الفضيحة (( انظر هنا ))

و انظر في أمر النصارى حين حرفوا الكتب كيف انكشفوا و امتلأ الأمر بالتناقض و اتسع الخرق على الراقع ..

فتلك سنة الله الرحيم الذي أحاطك بعنايته في جسدك و نفسك ألا يدع كذابًا دعيًّا يتكلم باسمه و يتركه دون أن ينفضح أمره و رزقك العقل الذي تعرف به هذا التناقض و الدجل ، فكما أحاطك بالرعاية في أمر دنياك أحاطك بها في أمر دينك ..

فالسؤال الذي سيقف في حلق المنطق الإلحادي ؟!

لماذا لم يكن شيءٌ من ذلك مع رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم ..

لقد أخبرتك في المرة السابقة كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم صادق و كيف كان سيتصرف أي دعيٍّ كذاب لو كان في مكانه و كان تصرف النبي صلى الله عليه و سلم على العكس من تصرف أي كذاب ذلك أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حقًّا و صدقًا ..

و الآن أخبرتك أن الرب الذي يحوطك بالعناية في جسدك لن يترك دعيًّا لئيمًا يتكلم باسمه دون أن يفضحه و هذه سنة الله في خلقه .. حدثت مع كبير بني قاديان و مع مسيلمة الكذاب - حتى صار الكذاب وصفًا لازمًا له - و حدثت مع النصارى حين حرفوا و بدلوا و حدثت مع اليهود حين حرفوا و بدلوا و مع كل من افترى على الله كذبًا ..

فإن جمعت ما أخبرتك به في المرة السابقة مع ما أخبرتك به في هذا المرة وجدت أن المنطق الإلحادي ليس له حينها إلا الخرس ، و إن تكلم فاعلم أن أصم لم يسمع ، و إن كان يسمع فاعلم أنه لا عقل له و هذه هي الحال..

المنطق الإلحادي على شفا جرف هارٍ قد سقط فيه بالفعل !

لكن العجب الأكبر يا صاحبي أن الله عز و جل لم يترك النبي صلى الله عليه و سلم دون أن يوقعه في شيء مما حصل لكل كذاب دعيًّ - ذلك أنه رسول الله حقًّا - فحسب و لكنه - فوق ذلك - أيده و نصره !!

نعم - و الذي خلقك - أيده و نصره ..

أيده بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ..

كيف أيده و كيف نصره بما لم يكن ليكون إلا من رب العالمين ؟!!

للحديث بقية بإذن الرحمن ...


يُتبَع ..



التوقيع:

أذكر لما كنت صغيراً ..
حين سمعت مصطلح "يسارى" لأول مرة حسبتهم مجموعة من الذين يأكلون بشمالهم كالشياطين !
وحين كبرت عرفت الحقيقة .. وعلمت من مصدر مطلع
أنهم أولئك الذين أقنعوا الشياطين بأن الأكل بالشمال سيجعلهم أبالسة متحضرين غير ظلاميين !

مفروس

Magdy غير متصل   رد مع اقتباس