عندما وصلتُ إلى طرف الصالة التي كانت تجمعنا عندما لا يكون هناك ضيوف ..
وجدت أخي ( محمود ) جالساً في الظلام .. لم أتبيَّن ملامحه في البداية .. حسبْته ضيفاً من الذين أتوا للعرس .. و لكن عندما سمعت صوت نحيبه المكتوم .. عرفته .. فأسرعت نحوه ..
محمود ؟ مالك ياخوى ؟؟؟
لم يمهلني .. بل إرتمى في حضني كطفل صغير .. فهو أيضاً فاضت شجونه فتجول في مرتع الصبا الحميم..
فأخذته في حضني في عناق طويل و طويل جداً .. أهدهده كطفلٍ منتحب.
ثم بلا سابق موعد .. وجدت أن كل شقيقاتي و أشقائي قد إجتمعوا في نفس الصالة ..
هذا يقول للآخر : يا أخوانا عيب كدة .. الناس برة فرحانه بي عرس صلاح ..
ثم لا يتمالك نفسه فيروح في بكاء ... فيعانق هذه ..
و هذه تأخذ ذاك لتضع رأسه في حجرها .. بينما تمسح دموعها ..
لم يستفيقوا إلا عندما صرخت فيهم : كفاية .. كفاية
و هو صوت يعرفونه جيداً و طالما إمتثلوا له ... فساد صمت طويل قطَعَتْهُ ( نجوى ) بزغرودة يشوبها بقايا بكاء أتتْ بالعريس صلاح و هو يقول : ياخوانا أنتو وين ؟؟ الناس كلها بتسأل عليكم .. يلاكم ..
فخرجنا في طابور طويل تسْبِِق إبتساماتنا بقايا الإنفعال ..
و أنا أردد همساً و أطياف الماضي تعربد في خيالي :
بيت العز يا بيتنا ...بيتنا يا بيت العز ..
***
إنتهى
|