عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-2006, 12:25 PM   #[40]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

العزيز منعم
عودٌ على بدء،
هل البحث عن شكل جديد للكتابة هو حاجة أم ترف(نزوة، مباهاة، أم نزق إبداعي)؟
ربما بعض ذلك، أو كل ذلك!
لعبة الكتابة الجادة، وقدرها هي صياغة الأفكار والأحاسيس في كلمات.
أحياناً،(وفي حالتي غالباً)، لاأفلح في نقل أفكاري وأحاسيسي كما أود، ولعل الذي يبدو في الكلمات ظلال باهتة مما هو في الأصل، ودوماً هنا لك ما نفشل في قوله وتوصيله، وفق المواعين المتاحة!
ولأن للكلام أدواته(اللغوية والبلاغية)، فإن تطوير هذه الأدوات وحذقها يعين على تيسير التعبير والإفصاح.
والإنسان في مسعاه دوماً يبحث عن أدوات ووسائل وأساليب تمكنه من السيطرة على التعبير والوصول به إلى أقصا ما تسمح!
هنا يكمن إغراء البحث والخروج والتجريب!
التجريب الذي تفرضه الحاجة الملحة، والإعتراف بقصور الأدوات والقوالب و المواعين المتاحة من الاستيعاب!
ولكن يبقى السؤال هو: هل استنفدنا الأدوات المتاحة إلى غاياتها فما عادت تتسع، أم قلة مهارتنا ومعرفتنا بقدرة هذه الأدوات التي لدينا وعدم حذقنا لها؟ وبالتالي الهروب بحثاً عن أدوات جديدة وأشكال؟ بمعنى هل العيب فينا أم في الأدوات!
يحزنني أن يبشركاتب أو شاعر ما، بأساليب جديدة في اللغة، وهو يجهل أبجديات لغته التي يتعامل معها، مع أن هذه المعرفة من ضرورات كونه كاتباً.
لا أستطيع أن أستوعب دعاوى من لا يحسن بعض النحو ولا أسلوب البلاغة ولا تصريف الأفعال، ولا يقيم وزن القصيد، ثم يدعي أنه يطور أو يبحث عن شكل جديد أو فتح شعري، خارج الأنماط السائدة، لو سألته عن الأنماط السائدة التي يريد الخروج عنها لاحتار جواباً!
شيخنا عبد الله الطيب طيب الله ثراه تدفق علماً ومعرفة، وكنت وما أزال أقول أن سفره الفريد (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها)، يظل أعظم مساهماتنا في الثقافة العربية، وكنت قلت إن "الخرطزم عاصمة للثقافة العربية" لو فقط طبعت هذا السفر في طباعة فاخرة تليق لكفاها هذا الصنيع ولاعتبرنا ذلك أعظم المنجزات، ولكن!
من يقرأ ذاك السفر الشامل، أدرك معنى قولي السابق، كما تفضلت أنت بالإشارة إليه!
قد تحين سانحة أخرى للحديث في هذا الشأن
وأشكر لك جميل حديثك، وأسعدتني المداخلات و التعليقات والنقد لجميل الذي أتحفني به أحبابنا هنا
فلهم معزتي.



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس