عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2006, 05:55 PM   #[1]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي المُجادعة والقصيدة القصيرة : دعوة للمشاركة

المُجادعة والقصيدة القصيرة : دعوة للمشاركة

فن ( المجادعة ) من فنون أهل الريف ، وهو من فنون الارتجال المبدع . المناخ جلسة تحت الشجر الظليل في العصرية أو الضحوية في أزمان الراحة والأعياد . المشافهة هى اللغة المتداولة ، والمباريات يتجمع من حولها المستمعون في حلقات ، يقيِّمون فصاحة الردود وبلاغتها . على ضيافتها الشاي والقهوة أو المُتيسر من الشراب . هو ضرب من السمر الجماعي ، يتتبع أثر الفصيح من الوصف، والبليغ من التعابير ، مع السرد القصصي الذي يتبع القوافي أو يفارقها . تحتمل الهجاء والمدح والرثاء والغزل والمداعبة والفكاهة والمرح أو غيره . يتبع الرد الشِعري القوافي التي يختارها الشاعر ، كما يختار بَحَر الشِعر الذي يناسب إختياره للردود . غير مُقيَّد إلا باتباع القافية التي بدأ بها الرد . المقاطع الشعرية قصيرة توجز المعاني ، ولكنها مكتملة التصوير .
عندما بدأت المجادعة مع دكتور توفيق الطيب قبل الهجمة الكالحة على سودانيات ، كانت تلك أول تجاربي الشِعرية ، وفنون الشعر باللغة العامية لها أساطينها ، ومن يطوعون عجين المعاني فيبدعون أيما إبداع . رغم إنني ما خبرت مداخِله أو دروبه الشائكة إلا أنه كان عليّ أن ألبس لبوس الزمان والمكان الذي يتفق والبيئة التي نشأ في كنفها شِعر ( المجادعة ) . ربما ينفصل الراوي عن بيئته ، ويبدأ التخيُّل في مناخ الريف السوداني ، يعُب من ثرائه ، وينهل من بساطة الحياة في كنفه ، ويتتبع فيضه الاجتماعي الدافق . وهنا ينهض النقيض الذي يقُض المضاجع .
كيف يتسنى أن تلبس لبوس الريف من الخيال ؟. إذ لا تدعمني سوى ذاكرة بعيدة ، عبرت دروب تلك الرؤى منذ زمان بعيد و على عجل . لم أختبر تفاصيلها الحياتية بما يتيسر لشاعر المنطقة ، الذي يستنشق هواءها ويشرب ماءها ويستطعم ( فريكها ) . ترفد روحه شرايين الشعر الطَلِق و خواطره التي تأتي بلا ميعاد .
نبدأ الآن سرد كل ما كتبنا من قبل في ( المجادعة ) التي استفتحها الدكتور توفيق الطيب ، وليس لدي سوى بعض من تلك القصائد القصيرة التي اشتركت بها ضمن المجادعة ، أو القصيدة القصيرة ، والتي أرفدها ود الحسين بالكثير : ـ
)

(1)

ود الطيب هَنَاك إتْ بالأدب كَمَلتَ
بالذوق والعِلِم في وِجيهَك إتجَمَلتَ
جَلّ الإله وإتْ بى رِضَاهُو عَمَلتَ
النَصَاح عِندَك ، وأظِني اتهَبَلتَ

(2)

ود الطيب مَرَق بِِلحيل فَردتَ سَنِينَكْ
العَرْقُوب فِتِر والدُنيا راجية طَحِينَك
السِكة القديمة ارجاها ما بِتهِينَك
إت وَلَد البَحَر عُومتُو بتَرَوي حَنِينَك

(3)

في الغربةَ الصَعيبة قَعَدنا وإتَمَحنا
التَلَفون ضَرَب في بَلدنا إتْلَجَّنا
في شوك الكَتِر جَلَسنا و إتمَهَلنا
وريِنا الحَلَل ما تَرَانا إتحَسَرنا

(4)

يا توفيق أخُوي الرَاحة لايقَة عليك
كان قَرّيتْ أَخُوي أصبُر على الرَاجِيكَ
نومَة قَليَة البُنْ مع القَرَّاص ينَتِفْ فيِكَ
حَبوبة أم حُجُول تَمرُق تَنادي عَليكَ

( 5)

يا توفيق أخُوي أرجَاهَا مويةً فَاترَة
الشَاي السَمِح بِدور رُجَال السَاترَة
الطَيب كِبِر ما بسَاعدُو غير الفَاردَة
أُمك مَعاو تَحَلِف تَصُد الشَاردَة

(6)

سُهُولَك وَاحَة للشوق ألمُسَوِّس فِينَا
وحُسنَك رَاحَة هَجِيع و النَسمَة هَابَة عَلينَا
مِن روحتَك خَلاص الدُنيا ضَاقَت بينا
في غِيابَك كِتِلنَا و عَضّ الصِبيع راجِينا

( 7)

الدُخَان مُويقِد وَ الدَعَاش راح طَشَّ
مِن شوفة الغَزالة السِحاب قَام رَشَّ
والصَفَق ألمُصَّفِر نَام بعد ما ِإتعَشَى
ومِن نومتُو خَدَّر بَرَّد غَبينتُو إتفَشى

(8)

النُوَّارة قامت أريَاحَا هَبت وُ فَاحَت
حُمَّة جِسيمِي مِنُو طَارَت رَاحَت
بُقاقة الجِلِّد تَلقَاهَا مَاحَت سَاحَت
مِريكِب جِدَّك الرَاجيَاني كَاسَت وذَاعَت

( 9)

كان شَافَا الشِتا صَفَق الشِدر ما بِحِتُو
الشاي المَبَخَّر لَفَح البَخُور مِن سِتُو
شايلاهو اللِدينة معاها الخَبَر بِتفِتُو
الغَايِب كِتِل ، والحَضَر حَضَر لى مِيتُو

( 10)

كَتَلنِي الشُوق هَجَّدتَ عِندَ الجَدوَل الرَقرَاقْ
دَمع الفُرَاق بَحَر غَطى القَدم وَالسَاقْ
ضَيَك صَحَّى المَتَوَّك كَان مُغَبِي وفَاقْ
الخَلِق بَارُو اللَتَر صِبِح الدَرِب سَاسَاقْ

( 11)

ود الطَيب شَرَد دِي الفِيكَا ما حَاريهَا
لَهَفان للبَلد إِتْ شوكةَ القَدَم حَاسِيهَا
وَلا الشوق سَكَر والدُنيَا ما دَارِيهَا

( 12 )

وَد الطَيب يِسمَع خَبَار العاشِق المَجنُون
هُو الشَقيَان يِبَارِي الرَايحَة وين ما تكُون
وهُو المَبرُوك يِشَاوِر للمُصِيبة تهُون
والرَاي العَنِيد يِنُطِط من رُويسُو قرُون

( 13 )

هَتَك بَي عِنيقرِيب … هُو شِن الصَنعَة
مَاك عَيدان وُحَبَل ..كَرَّبوك يوم جُمعَة
الرَّبَطَ عِصيبَاتَك فقد النَصَاح والسُمعَة
النَار التَهَرْدَك ، َنَنَسى اللَتِق و الرُقعَة

( 14 )

سَرحَان أهِش بعَصاتِي غَنَم إبلِيس
وأحلم بى مُنَيةَ الرِفقَة الحَنينة جَليس
قِدامِي شَيَّة.. كَفْ لَفَحها كَدِيس !

ونواصل

عبد الله الشقليني
09/10/2004



التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس