عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2007, 09:46 AM   #[16]
محمد أحمد
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

لو كانت هنالك كلمة تلخص الجوانب الايجابية في الشخصية السودانية فهي كلمة " زول " !
ولعله من عجائب وغرائب الصدف ان هذه الكلمة لا وجود لها في لغة الكلام الا في اللهجة السودانية !!!
ولو علم الذين يتندرون بها علي السودانيين - بمعانيها - ظنا منهم انها لا اصل لها ، ولا صلة لها بالعربية لحسدوهم عليها ولما نادوا بها عليهم .
جاء في معجم لسان العرب لابن منظور:
" الزول : (الشخص ) الظريف يعجب من ظرفه ، والجمع أزوال . والأنثي زولة . وهي المراة الفطنة ، الداهية ، وقيل : الظريفة . والزول : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته . والزول : الجواد (الكريم ) .. " .
يقول الطيب صالح في سياق حديثه عن انفراد اللهجة السودانية بكلمة " زول " :
(( زول ، في المعجم ، من معانيها الشخص اللطيف المهذب . وقد وجدتها بهذا المعنى عند أبى العلا . وذكر لي الدكتور عبد الله عبد الدايم ، وهو عالم ثبـت ، أن " زول " هي أحسن مرادف للكلمة الإنجليزية Gentleman فهل كل أهل السودان " أزوال " ؟ ))
ومن الطريف ان زول ايضا ، كما جاء في لسان العرب ، تعني : " فرج الرجل "!
وهي تقابل في كلام أهل السودان : " ضكر " ومن معاني ضكر : شجاع او جدع بالمصرية . نقول فلان راجل ضكران او فلان ضكر ضكارة شديدة : شجاع ، شهم ، كريم الخ.. يعني Gentleman !

------------
* هذا لا يعني غض الطرف عن الجوانب السلبية في الشخصية السودانية ولكن لكل مقام مقال


عزيزي منعم ، والإخوة المتداخلين /ات ، وجميع أهل الســودانيات ..
أطيب التحايا ،، وأعيادكم سعيدة ،وكل عامٍ والجميع بخير ..

عجائب الصدف كثيرة على هامش هذا البوست ، فأوّل تسطيرك له كان قبل عام ونيف ، ليرفعه ، من بعد، الأخ تروتسكي مستفتحاً بجملة مُعَـبــِّرة ( أنه تسسلل الرغبة من الثقب الذى تحدثة هذه الكتابات فينا) وقد صدَق . كذلك،قد تتالت مداخلات تتجاوب مع فكرة البوست وتزيدها تداولاً ولمعاناً ..

كان في ظنـِّي أنّي قد تداخلتُ في هذا البوست، ولكنـّي تيقنــّنتُ أنّ مداخلتي ربما كانت وجهاً لوجه ، في لقاءٍ لنا ، ما زلتُ أحتقبُ اعيان تفاكيره التى تبادلنا حولها الحوار .. وقد غيــّــبــتني مشاغيل الأيام من بعدها عن مواصلة التعاطي مع الاصدقاء والصديقات بســودانيــات .. وسعادتي بعودتي التى عجـّلها هذا البوست، لا تقل بحالٍ عن تلك التى عناها شاعرنا الـزول : وتعود مراكب رييييييدنا ... وتعود مراكب ريييدنا ..لي بـَـرّ الأمان .." شــجَـن " ..

اتفاقي تام معكم ، بأنّ كلمة " زول/زولة" تتطلّب منـّا أن نُعــلـِّي من وقعَـها في آذان الأخَرين ، ونستطيبُ ندائها ، بل ونزهو بها ، كدلالة على حُسن النظر بتثمين تُراثنا السوداني اللغوي حتى ولو لم يكن لها هذه المعاني الجليلة ، فكيف إذاً ولها كل هذه المعاني ؟ وكيفَ إذاً وقد اصبحت دالـّة مفتاحية للإنسان السوداني في جميع الدول الناطقة بالعربية ؟ .. ولعلّ هذا الذيوع وذاك الإرتباط يبؤآن للكلمة مكانها المُستَحَق بمعاجم لغات الشعوب الأخرى .. وربما موسوعة المعارف البريطانية Encyclopedia ومثيلاتها من المعاجم ..

تشتهر كلمة " زول/زولة" في ثقافتنا بالداخل، وترد كثيراً في التخاطب اليومي وبعض الرسمي ، ولها في أغانينا اعتبار كبير . فعلى سبيل المثال:
أشوف معناك في كل " زول " شرب من طعمك المعسول - الأستاذ كابلي -
شوفي الـ" زول" في ياتو مكان ؟ - المرحوم ســيـِّد خليفة -
الــ " زول "الوسيم في طبعو دايماً هادي - المرحوم النـِّعام آدم -
"زول" ي هوووي .. زولي اللّخَـدَر - الأستاذ عمر احساس

وفي اغاني البنات:
يا قزازة الكولا ، ما في حاجة مجهولة ، كل شابة بي "زول" ا

واشتهار الكلمة في البيئات العربية التى يتساكن مع أهلها سودانيــون وسودانيات ، يتزايد على مرِّ الأيام ، وفي الغالب يتم استعمالها في معرض التندُّر ! بالســوداني وممازحته في ثِقَـل . أذكر انّ أوّل رحلة خارجية لي (أيام الثانوي) كانت لمصر ، وقد أكثر بائعي سوق العتبة ، من مناداتنا بيا زول يا زول ، خصوصاً عندما تحاول ان تشتري منه شيئاً وتعرض كشحاً ! فما تبتعدعنه إلا وينادي عليك يا زول يا زول ، فتتحامق وتتشاتم وتتضارب ربما ! ممـّا تعدّه سُخرية ، وهي سُخرية مقصودة ..

الآن نحتَفي بها كثيراً ، ومستعدين نوصــِّلا - مع السـّاخر - حدّها المنطقي واللامنطقي كمان ! فالعُمُر والخبرة بالآخر ، والمُكتَسَب إلخ ، قد زاد عمـّا مضى .. واهتمامات النُّـقــَّاد والدّارسين زي الأخ عبدالمنعم الفيا ، يثرون الســاحة كثيراً بهذه الإسهامات الضرورية ، فلله درّهم ، ومنـّـا شـــكرهم وحُسنِ تقييم دورهم ..

---
جاءني "ابن أبيه - زياد محمد أحمد - مُحَـمبـِـكاً ، ضارباً ومضروباً في عكـّة بمناسبة مناداتهم بيــا " زول يا زول يا حبــّة بنادول ، في لحنٍ سعودي بهيج تصحبه صفقة أما الوجه . حيث درج أقرانه في الصف الثالث الإبتدائي بممازحتهم ، هو وإثنين من اصدقائه السودانيين ، حينما تُـعجـِز أؤلئك الحيلة في السـخرية بهؤلاء الأزوال .. فطيــَّبتُ من خاطره ، وأفهمته بأنّها شرفٌ لهم ، والزول هو ، وهو ، وهو و : زولي ما بنقاس ، زولي فايت الناس ، وبي يرهب الفُرَاس ، زولي شايل الكاس (بس ياالجدّك العباس دي ، خلـّيتا لي أوان آخر لامن نصفى على شيئ من الهوية وووينو الليلة وينو الزول .. وقد نشغـِّل المسجِّل وندِّيها عرضـَة عرضـَـتَـيْن

فطاب بها ، وطبتُ ، وطيـّبها لصدَيقَـيه ، وكان ان كتلو للسـاخرين منهم " الدُّش" في إيدهم !


عذراً على الإطالة ..


مع وافر المنى للجميع
،،



محمد أحمد غير متصل   رد مع اقتباس