عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2024, 06:16 PM   #[4]
أسعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)

الوجود في الحياة الدنيا يتطلب معنى.
واي كائن في الحياة الدنيا لابد له من امتلاك معنى خاص به، لان الكينونة في عضمها هي عبارة عن تكوين إطار لعلاقة الكائن بالوجود.
الحجر لن يكون حجرا إلا إذا امتلك معنى يساعده على تكوين ذاته كحجر بحسب حالته في المكان والزمان، ولمن ينطحن إلى حبيبات رملية ساعتها يكون فقد معنى الوجود له حالة أنه حجر.

إذا وجود الكائن في الوجود يتطلب معنى دي حقيقة لا فكاك منها، ولكن الورطة والمصيبة لمن يفكها الكائن في روحه لمن يقرر الكائن ده ان يعمم معناه الخاص ويجعله عاما!

اي ان يجعل معناه النسبي مطلقا!

هنا استصحب الأسطورة الهندية العظيمة التي تحكي ان أبليس وصاحبه لافين سوا فشافوا إنسان ماشي في الشارع وفجاءة شاف ليهو حاجة بتلمع فقام شالها وختاها في جيبو وهو فرحان…
هنا صاحب أبليس سال: يا أبليس الزول ده لقى شنو لمن يفرح قدر ده؟!
فرد عليهو ابليس: لقى جزء من الحقيقة.
هنا صاحب ابليس استغرب وسال مستنكرا: يا ابليس انت كورتك فكت؟ ولا كيف؟ كيف تخلي انسان يلقى جزء من الحقيقة؟!
رد عليهو ابليس: أنا اساسا عاوزو يلقى الحتة دي من الحقيقة علشان بعدين اخليهو يصدق انو الحتة دي هي الحقيقة الكاملة والمكتملة!

ولعمري اني بشوف الأسطورة دي هي اكتر حاجة ممكن تشرح معنى (غواية ابليس) …

اي ان غواية آبليس هي ان بجعلك تصدق المعنى النسبي الخاص بك ويجعلك تعممه وتجعله مطلقا في الوجود، وهذا المعنى المطلق سيجعل هواك هو إلهك!



التوقيع:
وأي كنت من الخلائق، إما أن تبدو كما أنت، وإما أن تكون كما تبدو.
مولانا جلال الدين الرومي
أسعد غير متصل   رد مع اقتباس