عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2024, 07:57 AM   #[1]
أسعد
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي مأساة الوجود الانساني أو الغرق في شبر معنّى

(إني جاعل في الارض خليفة)

خلافة الله في الارض هي ان تنوب مكانة الله في الارض اي ان تكون خالقا ولكن بصلاحيات محدودة في نطاق الزمكان الأرضي المتوفر لك…

اي ان الانسان قادر على اعادة صياغة الوجود بحسب الإمكانيات والقدرات المتوفرة له، ومعلوم بالضرورة ان اعادة الصياغة هي محاولة تعريف المعنى بإسلوب مختلف، ولكن اعادة الصياغة التي اقصدها هنا هي محاولة تخليق معنى يتناسب مع الوجود بحسب المقدرات المعرفية لخالق المعنى، مثل نموذج (العميان الستة والفيل) حيث ان كل اعمى أعاد صياغة معنى الفيل بحسب الأمكانيات المتوفرة له…

مثال بسيط القمح عند الحيوان مجرد حبوب يلتهمها ولا يملك خيارات اخرى في التفاعل مع هذا القمح، بينما الانسان لديه صلاحيات بان يخلق منها أشياء كيفما شاء، ممكن يعمل منها بليلة قمح او يطحنها ويخلق عيش او قراصة او فطير او كيك والخ الخ، او ممكن يقرر انه يخزن هذا القمح ويبيعه، او انه يخلي القمح تيراب للسنة القادمة، او ان يعطيه غذاءا للدجاج وهكذا…

والمثال البسيط أعلاه على بساطته ولكن بوضح لينا كيف ان الانسان يمتلك خيارات خلق وجود من الوجود المتاح له…

امتلاك القدرة على اعادة الصياغة هو المعنى الحقيقي لخلافة الله في الارض، وهذه الخلافة هي تكليف وليست تشريف، اي بمعنى آخر هي ورطة ومأساة حقيقية سيتم سبر أغوارها في هذا البوست.



التوقيع:
وأي كنت من الخلائق، إما أن تبدو كما أنت، وإما أن تكون كما تبدو.
مولانا جلال الدين الرومي
أسعد غير متصل   رد مع اقتباس