[align=center]دُنيا العقل الباطن . (36)[/align]
عزيزنا العقل الباطن
تحية طيبة وبعد ،
أ أنتَ الرَّوح ؟
وما الرُّوح في اللغة ؟
يقول المعجم : ـ
استراحَ : وجد الرَّاحة .
الأريحي : الواسِع الخُلُق ، النشيط إلى المعروف .
الرَّاح : الارتياح أو هي الخمر .
الرَّوحُ : الراحة أو الرحمة
يومٌ رَوَحٌ : طيب الريح
ويقولون الرُّوح : ما به حياة النفس ( يُذكَّر في اللغة ويؤنَث )
ويقولون الروح : النفس
والروح القُدس عند النصارى : الأقنوم الثالث
والروح الأمين وروح القُدس : جبريل عليه السلام .
الروح في الفلسفة : ما يُقابل المادة .
الرَّوحاني : ما فيه روح .
والطب الروحاني : ضرب من علاج النفس .
عزيزنا العقل الباطن
من أنتَ سيدي ؟
أ أنتَ اللاشعور ، أم العقل الباطن ، أم الروح التي تُقابل الجسد أم أنتَ وجه من الروح ؟
أ أنتَ لص من لصوص النفس تتلون ،
تعتاش من أحراش الروح ، تأكل من ثمرها و تسكُن في خيمة بلا أجر ،
تستضيء من الأضواء المُمكنة وتشرب من الماء وقت أن يتوفر .
بخيل أنتَ تعيش دُنياك بلا ثمن .
لن تكون الروح القُدس بأية حال ،
ولكن رُبما تتغمصك روح ملائكية تتنعَم في توجُس ! ،
حاملة رسائل الإله الأعظم . بعيد أنتَ عن هذا الملكوت الربَّاني الساحر دون شك !.
لك أن ترتدي قمصان من تُحب من الأخيار ،
ومن تُحب من الأشرار. ، أنت ممثل بارع . بريء أنت تلبس لباس لُعب الأطفال ،
غامض أنتَ تتلصص وتنظر ما بين الثمرة وقشرها .
تنظُر من أعيُن المداخل السحرية وتفرَح . الجميع يوقعون على العقود والاتفاقات ،
وحدَكَ من ينظُرها وتقول في نفسك :
نُجرِّب لا يُضيرنا التجريب ، وإن وقع ضرر فمن سيدفع الثمن غير صاحب الخاتم :
( العقل الواعي ) .
أنا واضح كشمس رابعة النهار ،
ارتدي جسداً وقُبعة من عظام ، وأعيش دُنياي مع آخرين
. بيني وبينهم عهد ومودَّة ، حبل من القيود كشعرة معاوية .
أعرف أن حياتي بين أهوائك لا أعرف لها ضبطاً .
أغضب أو أضحك أو ابتئس ، فجأة وبلا مُقدمات ! .
أخرُج عن قاطرتي أحياناً بسببك ، وأدفع الثمن باهظاً ،
ثم تقل لي بلا خجل :
إنني لا أستطيع النوم .
ما بكَ سيدي ؟
ما بكَ يا ألدَّ أشقائي ؟
جلست يوماً استدرج حضور ك في جلسة صفاء .
نزعت نفسي من المشاغل والهموم ،
نزعت أربطة الملابس وتمددتُ على سجادة في غرفة بلا أصوات غير موسيقى حالمة .
قلت لنفسي أُجالسك جلسة صفاء ،
فقد جلس في التاريخ ( تشرشل وهتلر ) أثناء الحرب الكونية الرهيبة .
فجأة تسللت صورة فاتنة صغيرة السن من الصبا الباكر ،
قدِمت من كهف الذاكرة و تعجبت وكنتُ قبل ذلك غاضباً منكَ ! .
نظرت إليها واستعدت صورتي القديمة ،
وأنا بين عجائب الطفولة و فورة الشباب ، جلست معها وكنتُ دون أيامي هادئاً .
سرقت الفاتنة الصغيرة كل عنفوان مسلكي .
انخفض صوتي همسا ، وجفَّ الريق وتعرَّق الجسد .
ظللتُ مندهشاً أمام سيدة الحُسن الصغيرة ، وسكرت من ذكراها .
نسيت غضبي منك ،و أفقتُ مُتجدد النشاط .
شربت كوباً من الشاي أعددته لنفسي
وقلت :
ـ هذه الدنيا غريبة الشكل ،
فارعة تُصارع السماء فلا يطولها إلا من كانت لديه أجنحة كالطير أو العُشاق
أو حالماً بلا هُدى .
ونواصل
2/5/2006 م
|