عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2011, 12:25 PM   #[1]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي اعتصامُ الأشواق في ميدان مولدها.. أو ربيع العاشقين..!

أربعاء السّبب:
ورجلُ المرور عند أحد المعابر علي الطريق السريع يُلوِّح بيده لسائق العربة المسرعة، تبدأ العربة في التهدين قليلاً قليلاً قليلا، حتي توقفتْ أخيراً علي قيد نصف خطوة من رجل المرور..
نصف خطوة فقط، ما جعله -أيْ رجل المرور- يهتف بغضب: إنت ما داير تقيف ليه يا زول..؟
فرد عليه الزول بابتسامة وفرح : والله إنت ما عارف ساي.
شنو..؟ صاح رجلُ المرور بوجه به كثير (كرْفسة)..
صمت السائق تفادياً لانزلاقات أخري مع رجل المرور.
رخصتك ورخصة العربية. قال الرّجل المروري..
ثمّ سمح بعدها للسائق بالعبور..
وانطلقت العربة مواصلة نهبها للأسفلت الممتد، وسائقها نهباً للفرح الخفي.
وصوت بلال موسي منبعثاً من سمّاعات العربة:
"صحوة ضميرك جات لي بعد ما
قلبي وحناني أديتو غيرك
بعد إيه تطراني."
والطريق خالية إلا من بعض العربات المُسرعة كالحُمر المستنفرة، ولافتات القري علي جنبات الطريق تلوح من علي البعيد، تحاذيها العربة، ثم تتجاوزها..
فتبدو وكأنّها –أيْ اللافتات- تتواري للخلف، تماماً مثل القيم في هذا الزمان، تماماً كالعاطفة في بعض تجلياتها وتمظهراتها.
كان الزول سائق العربة، هو أنا..
وكانت العربة -شيّالة التقيلة- عربة ناصر يوسف، شيّال التقيلة بدوره.
وتعود التفاصيل للوراء قليلا..
حين أتاني صوت أحمد زين نهار الأربعاء وأنا قبالة النيل، كنتُ بجوار عكود وابنة أخيه "شفق المغارب"، وبحضور "محمّد عبدالرحمن" (حليفي في التورُّط والأسف).



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس