أشغال البدويات..
 

-1-
ملكوت :

... رفاق" يسهرونَ في السماء البعيدة
هناك وراء أفقِ المجرات
خادم الليل العجوز تغني بصوت مشروخ
ريح تعوي في فراغ الملكوت
مطر يصهل كفاتحة النشيد
سماء باغتها الحريق
رفاق لا يصفون جرحهم للذئاب الحمراء
دهاقنة الظلام و أطياف الكلام
ينثرون ما تبقي من رماد حزنهم
قربانا لآلهة لا تجيد دوزنة الكون
كؤوس تغرق في لجة الشفاه
يغرسون أبصارهم في السديم
الخادم العجوز تروح و تجيء تغني بصوتها المشروخ
يصرخون : يا ألهي كف عن هذا
بحق الجحيم كف عن هذا
دخان" و ضباب
رعد" و بروق" حمراء
توقف عن هذا
بحق الجحيم توقف عن هذا
شمس" توارت خلف أجنحة الملاك
قمر" يتهاوى علي شرفات نجمة حزينة
رفاق "
لا يصفون جرحهم للذئاب الحمراء
خادم الليل العجوز تغني بصوت مشروخ
طيور" تعبر من ثقب المجرات
همهمات" و صلوات
و موسيقي موزارت
نشيج" ولا بكاء" يصدح’ كحزن السماء
رفاق"
يصفون صهيل الألم
لكنهم لا يتأوهون
يغرسون في السديم أبصارهم
و الخادم ’ العجوز تروح و تجيء
تغني أغنياتها المشروخة
وحيدا يطلع موزارت من فلك الافلاك
يحمل كمنجة لا تصلح للنشيد
رفاق "
في الجحيم البعيد
قد فرغوا من صياغة البيان الأخير ضد سطوة الحلم الأبدي
وحدها العجوز تغني بصوت مشروخ
أخيرا تصرخْ :

أرجوك كف عن هذا

-2-

أشغال البدويات

التي أكملت عدة الخبز
تنكحها السنابل’ خلسةً
الحانة’ ترفل’ في بهاء العنب
سقيم" هذا المساء
حين يلعن سائق الأجرة شرطي المرور
حين تلعن الأشجار ظلها
لعنتنا غواية’ البدو و أفاعي الصحراء
هل صبح ساقية الشراب قريب " ؟
اللائي أكملن عدة البكاء علي أطلال امرؤ القيس
يخرجن الأن من نافذة سايمون دي بوفوار
اللائي نمن في أعين الفاتحين
ينحن علي معابدِ النوبة
يتدثرن بشجر الغابات
سبايا في قيد الذاكرة يرفلن
أمتلأ بهو السلطان بالغلمان
و القيان ..
ركلتْني أمي في لجة الماء
كي لا أصير خادمة في بلاط السلطان
جاءني المخاض و أنا أهز جذع نخل الكلام
أنصتي أيتها الكاهنة
هل ثمة شجر " يطير ؟
هل ثمة دم" ينمو في عروق النخاع

كم أشتهيك حين تسكبين حليبك في النيل
طعاما للجنود الهاربين
رعشتك في البرية حين تجلسين علي ذراع الغيوم
تضاجعين فرسان القبيلة
فرمانا ضد السلطان

***
اللائي جلسن علي قمة الأماتونج
يمشطن شعورهن ..
يضاجعن فرسان القبيلة ..
اللائي أمتشقن سيوف الحنان
يصرخن :

هل ثمة شجر يطير ؟

معاوية محمد الحسن

الطائف - أبريل 2011