سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   خاطرة (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=20)
-   -   امرأة وصمت ونهر (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=10482)

الغبيشة 19-03-2009 06:49 PM

امرأة وصمت ونهر
 
جلست حمامة قرب قلبي ،تشظي العشق اغنيات وبعض بكاء،بحثت عنك كي اغسلني منك ذات مساء حاد الحواف ،تمردت تلك الليلة علي ترتيبها في الشهر فجاءت اولا واخر وضعت انا في سرداب البحث عنك ،كي انتهيك بدأت منك فسقط القلب في متاهة التدوير،كان احد الاصدقاء يحب القصيدة المدورة وكنت مغرمة بالنهايات ،سرت في شارع النيل حافية الا من شوقي الي نهاية تعرفتي رغم مرور السنين واشتمُها في الوقت منذ ولادتي الاولي ،تجاهلني النهر وهو يغسل سيارة سوداء ،كان يردد اغنية هابطة والفوطة البيضاء تتسكع مابين الزجاج وبهاء اللون وكنت الوك صمتي ببطٍ ،ذات الجرأة حين ابتدأتك ذات نهار غائظ بالحر والجند في مخبأ جماعة ثقافية ذاتها وافتني وانا اطلق صرختي الاولي وامي تاخذ نفسا عميقا بعد طلق دام ثلاثة ايام كي تنجبني،طفلة بلون الشارع ،حبوت علي صدر اغنية ورضعت من ثدي موجة في شهرى الرابع ،من يومها سكنتني الدهشة ،لولا الغناء ما كنت لالتقيك ولا اخرج منك ذات نهار بطعم البهار ورائحة المطر ،اعرف كيف ذهبت بعيدا في دمي المشحون وجوها وحكايا ،كان الشرطي علي الناصية يحتسي القهوة ويجاذب خلاسية جميلة اطراف وقاحته شاهرا لمعة حذاءه العسكرى وبعض من شجاعة اكتسبها في اخر طابور للذنب عندما عبرت خاطره فكرة مغاجئة فتحركت يده بسرعة تجاه مقدمة رأسه في حضرة قائده فاستشاط القائد غضبا وامر بحبسه ،وقتها كان مدك في دمي قد بدأ في الانحسار وكنت جالسة قرب نفسي ارتق نشيدا مدرسي سقط من كراسة طفلة علقت زغاريد الختان بذاكرتها كذبابة ثقيلة فحفظت عن ظهر قلب قائمة المحظورات وخطت نحو عالم من نسج عنادها ،لهذا السبب كنت ابحث عنك كي اغسلني منك ولانا ما التقينا الا عندما رفض الماء محدودية اللون وغادر النهر حزينا الي كوب صامت بين عاشقين فقدا القدرة علي التواصلهل ترى معي ان الماء في صدر النهر يكاد يأخذ لونا ما لانعرف له اسم ؟ )كنت وحدى
اقذف حجرا في النهر واتنصت صوت حطاى ، علي عكس ما توقعت كان الايقاع فرحا(تعرف حزني عليك كان مفرح جدا)اكره مشهد النساء المحملات بتذكارات الحب في منتصف العمر ، فتحت حقيبة يدى واخذت اقذف النهر بتذكاراتنا ،قصاصات الورق-احتفالات الاعياد - بعض الوجوه - مفاطع غناء -قُرى - احاديث - الة تصوير - اغنية مشاكسة - كتب - اصدقاء - شوارع - قصائد - حكام - تظاهرات - انكسارات- انتصارات ، لكن وجه لرجل في الخامسة والستين من العمر متعب كفاكهة في سوق الفقراء ودود وعنيد يعد طعاما ويحاول شرح وجهة نظر دقيقة ،كان عالق في سبابتي ،ارتبكت قليلا ،دسسته في صدرى ومضيت افرغ حقيبتي في النهر ،اتخذت الشمس مقعدا علي ناصية حلمي واخذت تتاملني ،،،،،من اين جاءت بكل هذه القوة والحكمة ،كان الشيب قد ساح علي جدائلها وكتابها المفتوح علي الطاولة يشي ببعض الملل ،كانت ابتسامتها بوابة خروجي منك اليً،صرخت بقوة ،يد امي بين بطني وصدرى والالم يبعثرني علي تلك الطاولة ،شيُ ما كان يشد نصفي الاسفل الي البعيد وكنت ابحث عن انفاسي في سقف الغرفة ،يتحول الالم الي سحابة ،يد امي المرتجفة تمسح جبيني ،تبتعد الاصوات ،يداخل الالم غيبوبتي ،تصرخ امرأة من مكان ما (حمدلله علي السلامة انحلت ) يسيل العرق علي جبيني ،احاول الاغفاء ،اسلك شارعا من حلمي يمر بي ولا يفضي اليك ،كانت الكنداكة في قيلولتها تسجل انتصاراتها علي صخرة وتحتسي كوب من الزنجبيل وحليب الماعز حين طلب النهر الاذن بالدخول ،انفرجت اساريرها ،وضعت عطرا واومت موافقة ،دخل النهر خاصرة الصحراء ثمرا وظلال ،تنهدت الكنداكة ،وضعت عنها ثوبها وراحت في قيلولتها ،من زاوية ما كان الضؤ يتسلل الي قلبي .
ا
شندى
مارس 2009

Ishraga Hamid 19-03-2009 11:24 PM

الف مرحب بمقدمك يا ام ومضة
اضافة حقيقية لسودانيات


ام واصل

الفاتح 21-03-2009 06:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ومضة (المشاركة 136517)
جلست حمامة قرب قلبي ،تشظي العشق اغنيات وبعض بكاء،بحثت عنك كي اغسلني منك ذات مساء حاد الحواف ،تمردت تلك الليلة علي ترتيبها في الشهر فجاءت اولا واخر وضعت انا في سرداب البحث عنك ،كي انتهيك بدأت منك فسقط القلب في متاهة التدوير،كان احد الاصدقاء يحب القصيدة المدورة وكنت مغرمة بالنهايات ،سرت في شارع النيل حافية الا من شوقي الي نهاية تعرفتي رغم مرور السنين واشتمُها في الوقت منذ ولادتي الاولي ،تجاهلني النهر وهو يغسل سيارة سوداء ،كان يردد اغنية هابطة والفوطة البيضاء تتسكع مابين الزجاج وبهاء اللون وكنت الوك صمتي ببطٍ ،ذات الجرأة حين ابتدأتك ذات نهار غائظ بالحر والجند في مخبأ جماعة ثقافية ذاتها وافتني وانا اطلق صرختي الاولي وامي تاخذ نفسا عميقا بعد طلق دام ثلاثة ايام كي تنجبني،طفلة بلون الشارع ،حبوت علي صدر اغنية ورضعت من ثدي موجة في شهرى الرابع ،من يومها سكنتني الدهشة ،لولا الغناء ما كنت لالتقيك ولا اخرج منك ذات نهار بطعم البهار ورائحة المطر ،اعرف كيف ذهبت بعيدا في دمي المشحون وجوها وحكايا ،كان الشرطي علي الناصية يحتسي القهوة ويجاذب خلاسية جميلة اطراف وقاحته شاهرا لمعة حذاءه العسكرى وبعض من شجاعة اكتسبها في اخر طابور للذنب عندما عبرت خاطره فكرة مغاجئة فتحركت يده بسرعة تجاه مقدمة رأسه في حضرة قائده فاستشاط القائد غضبا وامر بحبسه ،وقتها كان مدك في دمي قد بدأ في الانحسار وكنت جالسة قرب نفسي ارتق نشيدا مدرسي سقط من كراسة طفلة علقت زغاريد الختان بذاكرتها كذبابة ثقيلة فحفظت عن ظهر قلب قائمة المحظورات وخطت نحو عالم من نسج عنادها ،لهذا السبب كنت ابحث عنك كي اغسلني منك ولانا ما التقينا الا عندما رفض الماء محدودية اللون وغادر النهر حزينا الي كوب صامت بين عاشقين فقدا القدرة علي التواصلهل ترى معي ان الماء في صدر النهر يكاد يأخذ لونا ما لانعرف له اسم ؟ )كنت وحدى
اقذف حجرا في النهر واتنصت صوت حطاى ، علي عكس ما توقعت كان الايقاع فرحا(تعرف حزني عليك كان مفرح جدا)اكره مشهد النساء المحملات بتذكارات الحب في منتصف العمر ، فتحت حقيبة يدى واخذت اقذف النهر بتذكاراتنا ،قصاصات الورق-احتفالات الاعياد - بعض الوجوه - مفاطع غناء -قُرى - احاديث - الة تصوير - اغنية مشاكسة - كتب - اصدقاء - شوارع - قصائد - حكام - تظاهرات - انكسارات- انتصارات ، لكن وجه لرجل في الخامسة والستين من العمر متعب كفاكهة في سوق الفقراء ودود وعنيد يعد طعاما ويحاول شرح وجهة نظر دقيقة ،كان عالق في سبابتي ،ارتبكت قليلا ،دسسته في صدرى ومضيت افرغ حقيبتي في النهر ،اتخذت الشمس مقعدا علي ناصية حلمي واخذت تتاملني ،،،،،من اين جاءت بكل هذه القوة والحكمة ،كان الشيب قد ساح علي جدائلها وكتابها المفتوح علي الطاولة يشي ببعض الملل ،كانت ابتسامتها بوابة خروجي منك اليً،صرخت بقوة ،يد امي بين بطني وصدرى والالم يبعثرني علي تلك الطاولة ،شيُ ما كان يشد نصفي الاسفل الي البعيد وكنت ابحث عن انفاسي في سقف الغرفة ،يتحول الالم الي سحابة ،يد امي المرتجفة تمسح جبيني ،تبتعد الاصوات ،يداخل الالم غيبوبتي ،تصرخ امرأة من مكان ما (حمدلله علي السلامة انحلت ) يسيل العرق علي جبيني ،احاول الاغفاء ،اسلك شارعا من حلمي يمر بي ولا يفضي اليك ،كانت الكنداكة في قيلولتها تسجل انتصاراتها علي صخرة وتحتسي كوب من الزنجبيل وحليب الماعز حين طلب النهر الاذن بالدخول ،انفرجت اساريرها ،وضعت عطرا واومت موافقة ،دخل النهر خاصرة الصحراء ثمرا وظلال ،تنهدت الكنداكة ،وضعت عنها ثوبها وراحت في قيلولتها ،من زاوية ما كان الضؤ يتسلل الي قلبي .
ا
شندى
مارس 2009

كتابة كثيفة ، محتشدة بالتصاوير والدلالات..
في البدء قبل الخليقة ، أكانت هي الكلمة ، أم النهر ، أم المرأة؟

،،،،،،،،،
مرحباً بك ثانية أم ومضة
ومرحباً بأم واصل الما بيجيبا إلا الشديد القوي.

الغبيشة 22-03-2009 11:50 AM

شكرا ام واصل علي مرورك وتحياتي لواصل ومرافي
واصلين الما بتاجل اليوم الشمسه قوية

منال 24-03-2009 10:09 AM

ومضة و رصيد لسودانيات و كتابة طاعمة و مشاهد و تصاوير فى عين كل زول يا جميلة و تدخل من القلب للقلب و تعزف وتر الحنين و الاشواق كلها لك


دمتى بكل خير و عافية ام ومضة

و بجى الزمن الفلانى و سمانا يتقطر درر

الغبيشة 26-03-2009 06:36 PM

كنا ذات حلم مجموعة من النساء نحاول الكتابة والوطن ونغني في التظاهرات العفوية فى شارع يفضي للحبيب (اعلم رقية كم كان صوتك جميلاوكم كان صوتي مفارق) ولكن الاحذية الخشنة لم تميز بين صوتينا وهي تدهس الوطن فانتشرنا نثارا من الذكريات والاحزان والوطن الآخذ شكل المنفي اخذت المنافي معظمنا وتوغلت انا في الداخل ، الان احاول ان الملمني واعاود الكتابة شكرا كثيرا شليل ومنال مروركم احدث فارقا


الساعة الآن 07:22 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.