سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   جمال محمد إبراهيم (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   تضوعي . . ( قصيدة العيد ..) (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=9481)

جمال محمدإبراهيم 14-12-2008 12:04 AM

تضوعي . . ( قصيدة العيد ..)
 
تضوعي . .

قَلبِي يُمَجّدُ قلبَكِ المُشْتاقَ لِلنجْوَى ، وَيؤْرِقهُ الغِيَابْ
الطائِراتُ تَضجُّ فِي سَفَرٍ بعيْدٍ ، دُونَهُ جَبَلٌ وَصَحْرَاءُ وَغَابْ
مَطَارُهَا شَرِهٌ لِدفْعِ العَاشقِيْنَ إلَى فِرَاقٍ فِي فِراقْ
تجَافلتْ عنّي خُيولُ عِتابِهَا فلجَمْتُ مِن لَهَفِي العِتَابْ
فأيُّ جَوَاذِبٍ شَدّتْ نوَاصِينَا وَسَاقتنَا إلَى شَفَقِ السّحَابْ ؟
ألأننِي أدْمَنتُ حُزْنَاً مِثلَ حُزنِكِ ،
هَلْ رَضِيْتُ أنَا مِنَ الغنَائمِ بالإيَابْ ؟
سجّلتُ فِي شفَتيْكِ أُغْنِيَتِي
وفِي كَفيكِ توْقيعِي وَبعْضَ نَدَى الرِّضَابْ
كُوْني لِيْ . .
فإنّ الشّوقَ يشْرِقُ مُشْرَئِباً فِي الغِيابْ
وَإنّ حَدَائقاً في وردِها تتَصيّد الأندَاءَ مِنْ زَبَدِ السّرابْ
وحينَ تُطارِدَ الأنْسَامُ أوْرَاقاً ،
تخَطّفَهَا مِزَاحُ الطّيْرِ فِي عُكُنِ الخَرِيْفْ
تطارد الأشواقُ مَيْ :
فإن مَنْ رحَلوْا ، أناخُوْا رِحْلَهُم فِي قَلْبِ بَيْدَائِي ،
وَهَا أطلالُهُم أثَرٌ وَطَيْفِي شَاخِصٌ ،
قصَمَ الشّتاءُ مسَافةَ الرّؤْية ، فأرْدَاني قتِيلْاً فِي الضّبَابْ
وَمَا حَجّي وَتطْوَافِي وَهرْوَلَتي سِوَى لَهَفاً لِعينيكِ أَوْ شغَفاً مُذابْ
لَو انّهُم نَظَروْا فإِنّ بِمُقلتيْكِ شَوَاهِدَ الرّؤيَا وأسْفَارَ الشّجَنْ
لَوْ انّهُمْ يَا مَيَّ صَافحَهُم زمَانُ الودِّ وَاسْتبَقوْا الغَمَامَ . .
لَلَذّ طِيْبُهُمُ وَطاب ْ. .
لَشَاهَدُوْا مَرْجِي فرَاديْسَاً وَلارْتَشَفوْا عَصَائرَهَا العِذابْ
تصَالَحِي يَا مَيَّ وَانْدَاحِي صَبَاحاً فِي غُيومِ اللّيلِ ، يَنكَسِرُ الظّلامُ
وَلأنّ بَعضَ كَوَامِنِي شخَصَتْ إلَيْكِ
بدَتْ تُرَامِقُ مُقلَتيْكِ . .
تضَوّعِي يَا مَيْ . .
مِسْكُ الشِّعرِ مُسْتلقٍ عَلَى فَوْدَيكِ
يَسْتُر شَوْقَكِ العُرياَن مِنْ خَفَرٍ . . إلَيْ . .
تضَوّعِي يَا مَيْ . .
نَبْضُ شاعِركِ المُسَافِرِ قيْدُ نَبْضِكِ ، قدْ طوَاهُ الوَجْدُ طَيْ
سَوّرِي عَيْنَيكِ عَنّي . . توّهِينِي ،
قدْ تَريْنَ صَبَابتي إِغوَاءَ زَمْجَرةٍ وَغَيْ
لَكِنَّ إبْصَارِي يطِلُّ بمُقلتَيْك ِ
تضَوّعِي . .
فَلإنْ كَتبْتُ ، كَتبْتُ عَنْ مَيٍّ كِتَابْ
وَإنْ اشتملني الحُزْنُ يَا مَييِّ ،
اريحِينِي عَلَى كَفّيكِ كَيْ تَتبيّني نَزْفَ اشْتيَاقِيَ فِي الخِضَابْ . .


بيروت - 2008

محمد عثمان ود نصر 14-12-2008 01:02 AM

الله على الجمال أيها الرجل الجميل .. إنها أبيات ملؤها أحاسيس دافقة من ذات جذور ثقافة ثرة ..

نزار حسن علي 14-12-2008 10:19 AM

سعادة السفير
 
كل سنه وانت طيب ومشرق دايما

وفِي كَفيكِ توْقيعِي وَبعْضَ نَدَى الرِّضَابْ

سحر وشعر وجمال

جمال محمدإبراهيم 14-12-2008 10:34 AM

لعثمان ونزار تحية وعيد مبارك ..
ما أجمل أن يتنزل القصيد عيدية للأصدقاء والأحباب ...
سعدت بردكما وبالتهنئة وبالعيد ...


الساعة الآن 10:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.