سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   أوراق (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   تاريخ العنف (4)...جزيرة أبا (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=10044)

تاج السر الملك 09-02-2009 04:53 PM

تاريخ العنف (4)...جزيرة أبا
 
تأريخ العنف 4
الجزيرة أبا

يطفو حقل العشب على سطح النهرالذي يشبه لونه الحساء و تسكنه الخدعة، يطفو في سكون حتى تحرك أطواءه نسمة حائرة، فينشق عن مهلكة مروعة، و مصيدة تعج بزواحف الردى، يشبه لونه الطفيلي لون رداء الجندي الواقف في ( طيبة)، و في الليالي المقمرة، يبدأ النهر في غواية الناس بالخطو المتمهل فوق سطحه، يتهايل كالرمل المتحرك حين تلامسه اقدام الرجال و النساء، ملقيا بأفئدتهم طعاما الى الأسماك و السلاحف المعمرة ، و يبقى العشب الطفيلي باقيا في مكانه.
تحول القصر في الجزيرة الى ثكنة للجنود، و مأوى للأساطير العليلة، تناثرت شظايا القنابل، و أصداف الرصاص، و قطع من أوعية الصيني باهظة الثمن، فارغة من الحساء، و الأدعية، تناثرت حوله، عربات مدرعة، يرقد في أمانها جنود منهكون، و تحيط بجنباته، أشجار سامقة و نهر من الحساء و عشب طفيلي عنيد، و على امتداد البصر، تتلوى الطرقات و تتلاشى في رهج النهار، ثم لا تلبث اصوات الجهادية أن تتعالى عبر الأزرق الآخر الذي سيلتقي بنهر الحساء ذات نهار قادم، و حينما كتبت النجاة لبعضهم ، هتفوا في صوت موحد
(يا ناس اب حراز هوى..مهروا نسوانكم فوق الصبي ده)
وهو واقف كالطود، ممسكا بمرق ( العنقريب)، قاتل دون اهله حتى تبدد جهد ( الجهادية) دون النساء. ثم عاد بعد سنوات، من جهة ( حنتوب)، على صهوة العربة الرومانية المدرعة، تصحبه رايات و ابواق، و اناشيد منتقاة، أناشيد تثير الفزع و فرح مبهم سفيه، تقدم فوق تراب الضفة، تاركا أثاره فوق طينها و فوق أجساد البشر.
تواطأت شمس الظهيرة و نهر الحساء، على أحكام طوق الهاجرة، فالتهبت الحناجر بهتاف محتقن، ورددت في جفاء ( بالدم....بالروح)، مرات عددا، كانوا جماعة من الصبية، في زى موحد، يدفعهم بيديه، المشرف ذو العجيزة الضخمة، صفق بيديه طربا، و تبدى توتره لفضول الأعين الراصدة، ظل يرقب وجوه الغزاة باحثا في ثناياها عن نأمة تقريظ، فما خاب حدسه، ترجلوا عن بريق نياشينهم، و اقتربوا يداعبون رؤوس الأطفال في قبعاتها الزرقاء، رددوا في خطب مرتجلة، الواحد تلو الآخر، حديثا متشابها، يبدأ بالمنتصرة بأذن الله و ينتهي بنفس العبارة، أبصر الصغار بيت الله الكبير في الجزيرة، و قد تهدم منه جزء السور و المأذنة، فما دروا اى اله يقصده الغزاة.
في البهو المنهدم العظيم أجلسوهم على الحصائر، اطعموهم حساء العدس المصنوع من حساء النهر و عشبه الطفيلي و السلاحف، و أدوهم حلوى ( الطحينية)، ثم عاد الجنود الى مزاولة تبطلهم، و الى لعب ( السيجة)، و كسب العيش بالتنقل بين الظلال، عاد الأطفال الى طفولتهم في قلق و انكسار، فسارعوا الى التقاذف ببقايا محتويات القصر المبعثرة، فقضوا علي البقية الباقية من ذاكرته.
في المساء ، تبادل الغزاة التحايا الثورية ( مرحب ..مرحب بالثوار)، ريثما جلست فرقة الأبواق النحاسية في مقاعدها الحديدية المتراصة، أخرجوا من جيوبهم في هدوء حذر، مناديلا حمراء، دعكوا بها ظهور رقابهم المتصببة بالعرق، و قام بعضهم بحشوها هنالك حتي لا تتسخ الياقة المنشية، بصق اصحاب الصفوف الوسطى في ترتيب محكم، قبل ان تلامس افواههم فتحة ( البالوظ)، وفي المقدمة انتصب المايسترو ، و في يده العصا المزوقة، التصقت ساقاه تماماحتى تعذر على الضوء النفاذ بينهما، و حتى كادت ركبتاه من النفاذ من باطن الساقين، رفع العصا عاليا، و امسك مثل ساحر بقبضة من هواء الفضاء، حرك عصاه في دوائر فدوت الطبول من خلف المشهد، و سكن نشاز الألات الى موت ماحق، ثم عادت و اشتعلت مرة أخرى بزفير و لهاث ، و انتظمت في هتاف اغنية ( يا أم قرقدا جبدي)،
حار نهر الحساء الى موجة من الزئبق، وفي السماء انعكست الأضواء الخائرة من جهة ( كوستي)، و ( طيبة)، حبلت النساء تلك الليلة، فسمين ابكارهن تيمنا بأسم الرئيس، و حينما اتاهن خبر موت صاحب القصر، و جمن و غطين و جوههن بالخمر السوداء البالية، و لم يجرؤن على ابداء الحداد علنا، و لم يجهرن بأطلاق الدمع، و جلسن ينتظرن انصراف الجنود دون جدوى.
انتهي المشهد الموسيقي بأغنية شائعة، يزغرد الكلارنيت في منتصفها تماما، أطلق ( عثمان) غذاء الزغرودة لدهشة الجميع، الا انها لم تتسق و دهشة الخراب.
تدرب ( عثمان) على آلة ( الكلارنيت)، في اصلاحية ( الجريف)، قريبا من القصر الذي لم يطاله الخراب، اربعة سنوات، التهى فيها عن النشل و حياة التشرد، و بدأ في بناء أحلام سافر فيها الى جزر غنية بالزيت، فأنتهي به الأمر الى تسلية الثوار في جزيرة يحفها نهر من الحساء وحقل من العشب المتطفل.
عزف قبلها اما اهل ( كركوج)، صب سائق (الكومر) و هو يجهز العربة لعودة الفرقة ماء( المحاية)، ظنا منه بأنه ماء عادي، اقسم اعضاء الفرقة فيما بعد، و بأتفاق تام، أن الزمن الذى أخذته العربة في العودة، كان نصف الزمن الذي أخذته في الذهاب، أنصرفوا الى منازلهم، يحملون ( البخس) ، و قنائن المحاية، و قصص المعجزات، ما شهدوه منها، و ما حدثهم به الأعراب، و أضافوا بأنهم شهدوا بعض الخواجات بين الحيران.
كان الشيخ حفيا عطوفا، يمد يده لمصافحة الناس جميعا، حين يعود من غيبة يحرس فيها باب الغرفة بعض خلصاءه، يجيبونك حين تلح في طلب لقاءه ( يا جماعة انا جيت من بلدا بعيد)، بقولهم ( الشريف قافل)

يستمع اليك في أخلاص حتى تثق فيه تماما، فتتخير كرسي الأعتراف الذي ستجلس عليه، بمحض رضاك، يذوب الحزن بمجرد ملامسة يده الحانية لرأسك.
و في المساء ، جالسا على الفروة، في فسحة بين المغرب و العشاء، يحف به الحيران، تبدأ فرقة النحاس عزفها، نفسها المناديل الحمراء و المايسترو، و قد يقلد اهل ( كركوج)، واحدة او اثنتين من تثنيات ( الجيرك)، حيث لا تستقيم ( العرضة)، فيبتسم الشريف، و يشير الى الرجال الذين يباشرون ( الرتائن)، ينتزعون اقدامهم حياءا من الطين الأسود في اركان الساحة الأربع، يعاودون ضخ الهواء بالكباس فى الرتينة التي تخبو ذبالتها، يفعلون ذلك ، في همة و امتنان، تلك قرية سعيدة، ترقد في استرخاء قريبا من النهر الآخر الأزرق الذي يلتقي بالشاحب الحسائي في مستقبل شمالي مؤكد.

من على سطح ( اللوري)، رأينا الرجال المقيدون بالسلاسل الحديدية، و نحن نقترب من ( الشكينيبة)، ومن حولهم يسير رجال بفتتون الأفئدة بصوت ( النوبة)، ويفتنونها بالذكر، و في مشهد قيامة ( العازر)، خبأت النساء وجوههن وراء ثياب ( الزراق)، أو هكذا أدعين حين مر عاريا ، ينفض تراب المقبرة عن جسده، لم ينقطع سيل الرجال عن استقباله، يرفلون في ثياب خضراء و حمراء، مثلهم مثل زينة اعياد الميلاد.


أصر السائق على صعود الرجال الى سطح اللوري، وأمر بركوب النساء في المقعد الأمامي في صحبته، رضخوا لأوامره، رجال بلا حيلة وبدون وجهة، لم تنبس المرأة التي جلست بجانبه ببنت شفة، اصابتها رعدة الصمت و هى تحس بكفه الضخمة بين فخذيها، كل مرة يحرك فيها عصا تغيير السرعة، يغوص بيده في افواف ثوبها، و كأنما بكفه عيون تهتدي بهما في ظلمة الدغل، بيد انها أقنعت نفسها وهي اسيرة في زنزانة عهره بأهمية عمله، فسكنت الى لذة طائشة استقرت في ذاكرتها الصغرى، ظل اللوري في مسيره يترنح حتي غاص في كثافة الرمل، صاح السائق مثل قائد حربي في الركاب من الرجال
( انزلو... انزلو.. لزو.... يلزكم قطر)
لم يكونوا يفهمون كلامه معظم الأحيان، و لكنهم حدسو ما يرمي اليه، انتهز السائق فرصة اشتغالهم بالدفع، فالتفت الى المرأة الساكنة الى بطشه ، غمزها بعينه كأنما يؤكد لها مدى قدرته على اذلال حراس عفافها، فاستجابت بأغضاءة كسيرة حذرة، و انتقلت بلذتها الى ذاكرتها الوسطى، و لم تلبث ان ابتسمت في سرها.
ظل يتحدث الى شياطينه بأعلى صوته طوال الرحلة ، أو الي لا أحد تقريبا لن لم تكن ترى شياطينه، متناسيا عار رغلئبه في خضم الصياح. كانوا في معيته، قوم من الفقراء، قدموا من ( تسني) و بعض مناح تختلط فيها الحدود، و السدود و الأعراق، يحلمن ورجالهن، بحياة اقل قسوة من حياة الشظف في مدن الملح.
و في ( الحمرا) مضى السائق يقلب في البضائع المهربة، و انتحي الرحال ظلا يرشفون القهوة في لذة و شغف، و النساء في المقعد الأمامي مثل سبايا ( قمبيز) جلسن فاقدات للنطق، تبادلن ثلاثتهن الجلوس جوار السائق، تبادلن المواقع كل مرة تغوص فيها اطارات اللوري في كثافة الرمل، لم يعد بينهن سر يخفى، فاحتفلن بطلاقة الحرية ، و تخففن من عبء الأعتراف.

يمتد طريق التراب مثل جرح قديم على جسد الأرض المتعبة، و خلف ذوائب الغبار ، يسكن حلم ( السمسم)، تتخلق من حباته اللامعه، (القضارف)، (ود الحليو) و ( ود الحداد)، و منازل من القش ، رحبة رطبة، سيحصلن فيها على رزقهن، سيعملن متنفسا لرغبات عمال الحصاد في نهاية كل اسبوع، يتلقين رسائل الأستفزازتحت ذبالة مصابيح الكيروسين الساكنة، وحين يزف الرجال اليهن نبأ الرعشة الأخيرة التي تشبه صرعا موقوتا، او اهتزازة الفناء، قال ( جبارة): ( و الله نحنا بنمشي للشراميط ديل، احسن من الواحد يقوم يرتكب ليه ( ثواب) في نسوان الرجال).


حدث ( هانس) ( ابراهيم) بمصيبة النصف ساعة فقال (كنت و صديقتي ( ميكا) في بورتسودان، وصلناها قادمين من ( فرانكفورت)، بطريقة ( الهيتش هايك)، و لما لم يكن معنا مالا وفيرا ، قررنا مواصلة الرحلة الى الخرطوم بنفس الطريقة، نجحنا في اقناع سائق اللوري ( الأمين) بنقلنا الى الخرطوم حين يحين موعد سفره، كان و الحق يقال، طيبا مهذبا، و بشوشا، لا يحسن لغة غير العربية، و لكننا التقينا في منطقة وسطى بين كل اللغات، كانت كافية لنصعد و اغراضنا ، انا و (ميكا) الى مقعد العربة الخشبي، فرحين بهذا التوفيق، جلسنا في المقعد الأمامي تحت اصراره، و صعد ( المساعد) فوقة ارتال البضائع، انقضى النهار و نحن في الطريق، نتآنس، يعلمنا كلمات و نعلمه، و عند حلول المساء، أستأذننا ( الأمين) في التوقف لأداء الصلاة، و تناول الطعام، ولأننا كنا جائعين فقد صفقنا فرحا و طربا للفكرة، بعد أداء الصلاة برفقة المساعد، اوقد النار و ماهي الا دقائق الا و كانت ( الحلة) بين ايادينا، نأكل منها معا ، دون ملاعق و دون اى عون من اسباب حضارتنا الأوربية المقيتة، فرغنا من الأكل، فبعث ( الأمين) بمساعده الى العربة، نقب المساعد وراء المقعد، ثم عاد وهو يحمل زجاجة خضراء، مملوءة بسائل شفاف، ما ترددت و صديقتي ( ميكا) في مشاركته كؤوس ( العرقي)، كان شرابا طيبا، غني المساعد و رقص ( الأمين) حتى ادركه التعب، جلس الى جانب صديقتي يلاطفها ، فدفعته مداعبة اياه، التفت ناحيتي فرايت الدم في عيونه، حدجني بنظرة لا اقدر على وصفها، وفجأة نهض مثل نمرعلى ساقيه، قبض على كتف ( ميكا)، في تصميم ، و قال لها كلاما بلعته، فهمت منه انه يودها، نظرت الى في جزع واضح، استنجدت بي، وانا لا اقوى على النهوض من مكاني فرقا، مضت تحت اسره الى مقعد اللوري، وان هي الا دقائق و صوتها يقطع سكون الخلاء متحدا مع همهماته الحيوانية ، لم تقو على مقاومته، فاستسلمت لشبقه، جلست مطرقا، يغمرني الخوف، فلم انتبه الى المساعد الجالس بقربي، يلكزني على جنبي الأيمن، في الحاح و عجلة، وحينما نظرت ناحيته، رايته ممسكا بقضيب طويل من الحديد، يحشره و يخرجه من قبضة يده في انتظام، لم أكن في حاجة لمترجم لأفهم غرضه، فمكنته من نفسي، فعكف على سعيدا مثل قرد ظامىء عثر لتوه على بركة ماء بالصدفة، تحملت فظاظته حتى فرغ في نصف ساعة كاملة، و ارتمى بثقله على الأرض، يسب و يلعن حتى ادركه النوم، تعالى شخيره، و همجدت اصوات ( ميكا) و الأمين.
في الصباح عاد ( الأمين) و المساعد، مشرقين كما رايناهما اول مرة، عدت و ( ميكا) الى المقعد الأمامي، و صعد المساعد الى السطح يغني كعادته، اغنية وحيدة حزينة مثل لسعة الدمع فوق القروح.
وصلنا الخرطوم فودعانا افضل وداع، و اصرا على اخذ صور تذكارية معنا، وكان ذلك آخر عهدي بهما و (ميكا). كم انا سعيد بلقاءك يا صديقي ابراهيم، على الأقل يمكنك مساعدتي بأن تدلني على صيدلية.)
اتنهى حديث (هانس).

أسامة الكاشف 10-02-2009 06:14 AM

لغة استثنائية يا ملك
حشد من الحيوات
تقنية المونتاج أوحت بأن النص
يتوسط رواية
لم نسمع أولها
وننتظر خاتمتها
لم تخفى علي الدلالة في:
"أخرجوا من جيوبهم في هدوء حذر، مناديلا حمراء،"

هل هو انحياز لموقف
أم عفو الخاطر
عنوان النص واعد بمزيد من التفاصيل
لكن فضلت مزج اللوحات ومنتجت اللقطات
السريعة
فجاء النص مشحونا حد التخمة
هل لازال للنص بقية؟

أسامة معاوية الطيب 10-02-2009 08:12 AM

كعادتي
أبصم
وأخرج
غير أني هذه المرة ... لن أضن عليك بنجمة نجمتين *****
أول مرة أعرف أن هذي اللغة يمكنها تمثيل الكوامن بهذه النصاعة
شكرا

معتصم الطاهر 10-02-2009 08:54 AM

سِر .. المُلك ..
يا تاجنا
سلامات ..

صورة كبيرة .. مقربة .. عن أبا 1971 ... والعنف المعنوى .. والمادى ..الذى لا تزال آثاره .. على السرايا .. والناس ..
والسرايا .. تأولت الى مدرسة ثم كلية .. وأحيانا استراحة لاستقبال ( سيدى) ..
ونساء كن مثالا .. فصرن ضرب مثل فى أسواق ربك و عسلاية ..
ما زالت الجزيرة تحت مدافع ابو الدهب ..
و ما زالت قشّة المعونة ( ام هرتوهرتو ) .. المستجدين ..

العساكر انتقلت من داخل المدن الى الكبارى و نفوس القوم ..

و ما زالت نساء اللقاط .. يتخيرن المقعد وراء التعشيقة .. غصبا ..و لو قلت برضاء -أحيانا- .. للحقت محمد طه .. عفوا" أمات طه" .. ولكنه العنف و الاستعلاء ..

طارق صديق كانديك 10-02-2009 10:20 AM

متخمٌ هو هذا الفعل الجمالي بالكثير من الصور التي تأخذك باريحية فائقة لتحط بك هناك مجاوراً لذات النهر الذي يشابه لونه الحساء .. !!!

كغيري في أثناء تصاعدي في النص تبسمت في حياء حينما راودتني فكرة ( انو الزول ده مااا كتر المحلبية شويه ) ثم سرعان ما قفزت الى ذهني دقة التصوير لتلك الأيام التي لم تأخذ نصيبها من البحث والتقصي أدبياً على الأقل .. !!

أشارك صديقي أسامه الكاشف ذات التساؤل .. هل للنص بقية .. في تقديري .. هناك كثيراً مما ينتظرنا لذا ها نحن .. قيد المتابعة .. !!

تحياتي

فيصل سعد 10-02-2009 10:44 AM

بلوا الصبر يا ابو الطرق ..
و حبيبنا ود الملك بديكم سيسي بالسيسي :D:D

و التحايا له و لكم و لهن ..

تاج السر الملك 10-02-2009 04:41 PM

اخي العزيز أسامة الكاشف
كنت قد نشرت ثلاثة حلقات في تأريخ العنف،قد تجدها في ارشيف سودانيات، و قد ابعثها اليك ان تعذر حصولك عليها، و قد تعمدت تسميتها بالتأريخ، حتي يتسني لي و لغيري ، اللأنطلاق من نقطة ( راندوم) الى نقاط أخرى لا نهائية في أحتمالاتها، و ضمنت كل السلسلة في مجموعة ( اضغاث السنسميليا)، و هاهي ذي تعاودني، نفسها المشاهد و احتمالاتها، و قد تنتهي الرواية عند نهاية امد الكليبات، و قد لا تنتهي، فالتاريخ لم يقفل ابوابه، و لم ينفخ في الصور بعد، و لكنها ملاحظة ذكية جدا من جانبكم، و لا اكتمك انني اعاني شخصيا من الشحتفة التي تمارسها على ذاكرتي.
المناديل الحمراء، مناديل كان يحملها دائما اعضاء فرقة موسيقي البوليس أو الجيش في نفس المعني، و لعلها قطعة يونيفورم لتجفيف العرق، و قد تكون رمزيتها مرتبطة بشىء في عقلي الباطن، و لكنها سقطت على كل حال، مثل تفاحة نيوتن بفعل الجاذبية الشعرية.
هذا النص ( تأريخ العنف)، سيظل يتقاطر حتي تكتمل الرواية، زى ما قال فيصل سعد ...بالسي سي.
تحياتي لك و احترامي
الملك

النور يوسف محمد 10-02-2009 10:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الملك
ليس لى غير أن أجلس
ويطيب لى الجلوس
فى حضرة هذه الحروف المتعافية.
بيد أن هذه ( النصف ساعة )
أتت على تآلف الحروف
فلم تدع لفطنة القارئ
مساحة للخيال !!!!!!!
لك الود

بابكر مخير 11-02-2009 08:34 AM

العزيز الحبيب
بسهي، بنسى غايتو حاجة كدي
لكني الإتخيلتو فيك فنان رسم، يعني ريشة وقلم أورتواز وقطعة فحمة وإسبري (بخاخ) ملون،
واليوم لقيت ليا رسمة بشيتن كُتر، حروف وعلامات تعجب وشولات وفيها كمان شوتات.
أنا غايتو سرحتا فيها ومشيت لي درب تفسير عمدتنا والجزيرة آبا ودبابات أبو القاسم وتلفزيون النميري وكلام المرحوم (توجب الرحمة على كل مسلم) الأديب الذي جمل الكلامت الي أن شنتها مايو الأستاذ عمر الحاج موسى..
المنديل الأحمر بتذكر، كان بوليس الجلابية (البوليس السري) يجفف به عرقه أثناء تغطية أمنية قدام المدارس الثانوية وينكشف أمره والعديد منهم سبب له المنديل الأحمر؛ علقة ساخنة من الطلبة،،،
طبعن دى كان زمااااااااااااااااااان، وكت ناس إحنا (تكونو كونتو لسة نونو;))

فتحي مسعد حنفي 11-02-2009 04:33 PM

رائع يا ملك كدأبي بك دائما فأنت أديب لا يتقيد بالحدود مثل الجرادة النطاطة..لا تستطيع الامساك بها مهما حاولت..أنت ياملك تتجول بين كل فروع المعرفة قافذا من المكان الي الزمان ومنه الي الصوفية مع غشوة صغيرة للبورنو باسلوب احترافي لا يعطي الناقد مجالا لمعرفة الهدف من ما تكتبه فيجد نفسه يضيع بين السطور في لذة كأنه ميكا أو احدي نساء اللقيط المغلوبات علي أمرهن.فتحس بأنك أيضا مغلوب علي أمرك لا مجال أمامك الا مواصلة القراءة دون التفات للاسلوب الراندومي.فخروجك من شيئ وولوجك الي شيئ آخر يتم بسلاسة وحرفية مبهرة وكمثال لما أعنيه هو انك قد بدأت في الجزيرة أبا وذهبت بنا الي بورسودان دون أن نحس بأننا قد غادرنا الجزيرة ثم جعلتنا نعيش في عقول طبقة الغلابة وذهبت بنا الي عقول الخواجات الا ان النتيجة واحدة فالمرأة هي المرأة عندما تغلب علي أمرها.بس الحمدلله جماعة النميري ما عملوا في الرجال العملوه ناس اللوري في الخواجات:D:D

الجيلى أحمد 11-02-2009 10:38 PM

سيسي بالسيسي .-

تاج السر الملك 11-02-2009 10:41 PM

أخي اسامة معاوية الطيب
نجمة نجمة الليل نعدو، طلعن خمسة نجمات
لك جزيل شكري




أخي معتصم الطاهر
الحادث كان في 1971، و تعمدت لنصي أن يبدأ في 72، أول مشهد خراب شهدته في طفولتي ( طلائع مايو)، فالتصق في ذهني مثل اللعنة، ومنه تعرفت على بقية المشاهد وانا أتقدم في العمر، لك التحية على التواصل.



طارق كانديك الصديق
هل للنص بقية؟؟
بالحيل
خليك معانا لمن السنسميليا تصل
لك ودي


فيصل العجيب
كان برد كندا خلاك، حر الصعيد ما بخليك
التحايا



أخي النور
اجمل ما في النشر في البوردات، أن الأعمال المنشورة تخضع للنقاش، سعدت جدا بملاحظتك،فقد كنت اتهيب وضع النصف ساعة في النص اصلا، سيظل النص في بالونة الأختبار، حتي يفيدني الجميع بالملاحظات، النصف ساعة قد تكون مباشرة في طريقة سردها، و لكنها تتحمل التأويل ايضا، و اظنها تناسب اطارا آخر، الا ان فيرس العنف، يصيب من اطلقه في المقام الأول!! هل ده ممكن يكون سبب مقنع؟؟ نشوف
المهم يازول، ملاحظتك سنسنة، و فطنة القارىء على العين و الراس.
تحياتي



بابكر و الحلبي بجيكم عقب

الملك

تاج السر الملك 12-02-2009 06:44 PM

العزيز بابكر مخير
يا زول الرسم ده بالأرتواز و الفحم و الزيت و الحكي، كلو تشكيل
زمان في واحد ما اهلنا البواليس السريين، صعب عليه انو ناس الحلة قايلنو عاطل، ركب يافطة في باب البيت كتب عليها: محمد الحسن سيد أحمد و بين قوسين بوليس سري، ده اظنو منديل احمر ما صرفو ليه في العهدة.
تحياتي لك.



الحلبي
و الله تلقى جابتك قصة الخواجة هههههههههه
اشكرك على تعليقك النافذ الى قلب النص، فقد اتعبتني فكرة تسويغ المبررات عشان اسوق الناس من النيل الأبيض للبحر الأحمر، ايماني بأن السودان واحد، و حكاياته متقاربة، يجعل الجغرافيا ووسائطها يمتنعون عن التدخل في سيرة الناس و الأحداث ( على الأقل عندي).
لك شكري الجزيل على الخروج من عزلتك المجيدة.
( الصنف ده جانا من تندلتي المرة دي مربط في صفق الموز)
ههه

فتحي مسعد حنفي 12-02-2009 07:42 PM

الحلبي
و الله تلقى جابتك قصة الخواجة هههههههههه
اشكرك على تعليقك النافذ الى قلب النص، فقد اتعبتني فكرة تسويغ المبررات عشان اسوق الناس من النيل الأبيض للبحر الأحمر، ايماني بأن السودان واحد، و حكاياته متقاربة، يجعل الجغرافيا ووسائطها يمتنعون عن التدخل في سيرة الناس و الأحداث ( على الأقل عندي).
لك شكري الجزيل على الخروج من عزلتك المجيدة.
( الصنف ده جانا من تندلتي المرة دي مربط في صفق الموز)
ههه[/QUOTE]


تعرف يا ملك أنا في الأول زعلت علي الخواجة لكن بعد داك قلت يمكن الموضوع دا وقع ليهو في جرح وقلت بيني وبين نفسي الله يديهو حسب نيتو..
تندلتي يامعلم الموز فيها بيش ودا كلام موثوق فيهو ما كلام دكاترة..طبعا المثل هنا مقلوب ما حيقراهو الا زولا جاهو قرن من واو.واسأل...ولا تسأل.......
نحن في انتظار السيسي الجاي عشان ما نبقي أم سيسي..

قيقراوي 15-02-2009 12:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تاج السر الملك (المشاركة 131574)
تأريخ العنف 4
ثم لا تلبث اصوات الجهادية أن تتعالى عبر الأزرق الآخر الذي سيلتقي بنهر الحساء ذات نهار قادم، و حينما كتبت النجاة لبعضهم ، هتفوا في صوت موحد
(يا ناس اب حراز هوى..مهروا نسوانكم فوق الصبي ده)
.

جهادية الحلبونا ؟
معانا زميل مصري - في سوق الخردة في جدة - لما يجيه زبون يتلولو معاهو بقول ليهو :
ما تِحلِب معانا صافي يا واد ؟!

حلب لحلب الجهادية ديل ما يحلبوا معانا صافي بقى !!
القال ليهم مصعانين منو ؟ هو التِمِهر دا ساي ؟


و الله يا ملك كتابة سوتا فينا تب تحلق بينا فوق سقف العالم لتسقطنا في عمق الواقع الصادم
بعد ما نتمدن تمرقنا من لندن ديك نطرأ الحمير البلدن
بالنسبة لي تراجعت الشعرية و معاها الرمزية لصالح السرد لحدي ما المساعدي - مساعد الحلة - عملها واضحة وشينة كمان . . . لما ما احتاجت مترجم !!! . . . و بي كدا هزم آخر احتمالات المثاقفة البدت اول رحلة اللوري مع حضارة الغرب . . . ( استغربت لوصفها من قبل ( هانس ) ذات نفسو بـ" المقيتة " او نحو ذلك )
كرم وفادة ضيف . . . ثم صلاة . . . بالمناسبة ( هانس ) قال لما حل المساء المسكين حرم حتى فرصة انو يدرك انو في المساء للمسلمين ثمة صلاتين الاخيرة اسمها العشاء البعدو ما في اختشاء بما يبرر اخراج الزجاجة الخضراء و سائلها الشفاف ( الطيب) على حد تقديره هو . . . لكنها - العشاء - ما اظن تبرر الحجات الخرجت و دخلت تاني دي . . . الخواجة ما قال راية هل هي برضو ( طيب ) ؟ و لا الشي ما جديد عليه ؟
و الله يا مساعدي السويتها رقدت دريش . . . يا اخوي ( مافي اختشاء ) دي كان مطيتها لحدي بكرة ما بتستر عورة فعلك دا
صراحة ناس اللوري احرجونا في المثاقفة دي . . . الجماعة ما زالو يلعقو جراحهم من غزوات مصطفى سعيد لسه . . . دا عنف يستاهل كرت احمر


يا تاج متابعين تاريخ العنف و بتمنى ربنا يحضرنا زمن ربة شعرك تمر بوادي عبقر " ام نخيل " و صويحباتها لتؤرخ لنا شعراً عنف الطلاب او " هولاء " كما ورد في نص / فيلم حديث متداول اليومين ديل في الخرطوم


الساعة الآن 11:36 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.