سودانيات .. تواصل ومحبة - عندما يعتمر توتيل العمامة!

الوقت مساء
واليوم خميس
والجو ربيع...
قمم توتيل معمعمة بدوائر السحب ...
موشاة بالوان قوس قزح في صورة تاخذ بالالباب!...
وتلك تشكيلات من (الحمام) تحلق في أجواء المرغنية حيث أقف...
تنطلق منتشية وكأنها قد خرجت لتحتفل ب(الزيفة) وأرهاصات مطر الربيع...
فتداعت النسمات متشبعة بروائح البرتقال والقريب والليمون ...
تميس دونها نخلات تظلل بوابة جارنا (أب سيف) فتعمُّ الأجواء...
تهبُّ آتية من جهة القاش مرورا بجنينة (سيدي) التي تفصل مابين المرغنية والسوريبة...
...
خرجتُ الى الطريق العام ...
وقفت أملأُ صدري من عبق ذاك النسيم الجميل...
العينانُ منّي مأخوذتان بمشهد قمم جبال التاكا المزدانة بدوائر السحب الملونة تلك...
أنها بحق لوحة تجسد السحر والجمال بكل ابعاده وزواياه!
فاجأني صوتها الرخيم وهي خارجة لتوها من (التعاون) المواجه لبيتنا وهي تقول ...
عادل كيف الحال؟...
التفتُّ فاذا بالقمر!...
صافحتني بحرارة وابتسامتها تكاد تطير كفراشة من حديقة وجهها المصطخب نداوة وجمالا!
شعور واحد أنتابني يومها وهو ...
(أن عيون الحسّاد لن تدع لي هذا القمر)!!
بالفعل...
لم يمر شهر واحد ...
سقط (قمري) صريع السرطان...
وفاضت روحها الى رب الخلائق!...
ياألهي...
يومها عيل صبري...
اذ من قبل ذلك كنت أقول:
انها قمر تدلى
ودنا
وأضاء للناس الدُنا
وأشاع النور في جوف الأنا
من بعد اظلام التوحد والعنا
لكنني...
من لي أنا؟
النوم أضحى لي منى!
لا ليس من فعل الهوى
أو حر شوق من بعاد ونوى
أنه خوف ورعب وضنى
من كل عين ملؤها حسد نما
والعين حق...
هي كوة للشر والسوء فيها ماونى
تتصيد النجم الجميل اذا رنا
ترديه من بعد الوضاءة مظلما
أنا نلوذ ونستجير من سوء بها ياربنا
فاكفنا يارب من شر الحسود اذا جنا
وابعده عن قمري أنيسي في الدجى
وأحفظه في دنياي موفور الهنا
واعنّي في مرادي من نجاح وغنى
فهو لي نعم الحبيب وكل غايات المنى
...
..
.