سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   جمال محمد إبراهيم (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   وشوشة في السياسة..رسالة إلى قلبها .. (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=1380)

جمال محمدإبراهيم 15-02-2006 01:51 PM

وشوشة في السياسة..رسالة إلى قلبها ..
 
[align=center]


[size=5]وشوشة في السياسة
رسالة إلى قلبها ..
[align=justify]
جمال محمد ابراهيم
jamalim@yahoo.com

من أين أبدأ معك أيتها العزيزة ، و اليوم كان أشد رهقاً و أكثر ضيوفاً ، و أوفر نطقاً . . ؟ لكن هم لم يدعوني أكمل النظر في مسألة السياسة عندكم ، و خلافات الرأي مع من حولك . رؤيتك له أن بعض آرائهم تصدر عن عقل منغلق ، يرى بمنظار أناني ٍ في الذي حوله في الساحة ، فلا يكاد يميز بموضوعية ، تفاعلات اللاعبين فيها . عرفت من حديثك أن تفكيرك إلى اليسار أقرب . لكن الذي أريد توضيحه ، أني قد لا أكون بعيداً عن مكان وقوفك ، و لكن أمر الدين يزعج . أنا لا أريد للدين أن يكون ذلك الفكر الذي يتحكم في السياسة ، التحكم المطلق . و أنا أيضاً لا أحسب أن الإنتماءات السياسية ، تكون خالية ، في التحليل الأخير، من أثر الدين عليها . لا أدعو لطلاق ٍ بين الدين و الدنيا ، بل نظرتي موضوعية ، تحسب الأمور بلا انحياز ٍ لهذا أو ذاك . كنت في يوم ٍ ( و نحن الجيل الذي تفتح على زعامات لها كاريزما وانشداه : عبد الناصر - الأتاسي – صلاح جديد –بومدين – كمال جنبلاط – عبد السلام عارف إلخ ) أؤمن بالتوجه الداعي لإحياء القومية العربية ، و لكن هذه الدعوة لم تكن خلوّاًَ من عنصر الدين ! هذا نوع من الفكر لا يمكن أن يتعايش مع انفتاح الحضارات ، و تداخل المجتمعات ، و تلامس ثقافاتها ، مثل الذي شهدناه في النصف الأخير من القرن العشرين ، فكان اندياح التنمية و قيام الشركات متعددة الجنسية ، هي بدايات الذوبان الكبير . ثم بدأ اندحار الإيديولوجيا ، و الإيديولوجيا ليست هي الدين ، و إن بدت فيها ملامح شكلية منه . مصيبتنا الكبرى في الشرق الأوسط ، أننا غمسنا الدين كله في السياسة ، و تخيلناه العصا الغليظة ، ُترفع في وجه الفكر اللاديني . لسؤ فهمنا ، قام البعض من مفكرينا باختزاله في الماركسية و اليسار عموماً . لم يقصّر الماركسيون ، و رفعوا الشعارات الحمراء المستفزة ، ووقعوا في فخ إستعداء الدين . هي حلقة مفرغة ، تضاعف نفسها ، و تدور حولها . انشغلنا ببناء الكيانات الصغيرة على أسس الهوية الضيقة ، و اللغة المحدودة ، و الإقليم الأصغر ، فيما كان العالم الغربي ، في نصفه الغني ّ، قد اتجه لبناء الكيانات الكبيرة ، سوق أوروبية ، و كومنولث ، و اتحاد أوروبي . الشركات المتعددة الجنسية كانت هي البداية ، ثم وصلنا لثورة الإتصال و المعلوماتية و لبّ التواصل . نحن في عصر انهيار القوميات و تذويب الكيانات الصغيرة . لا حياة لقوميات تتقوقع حول نفسها . حركتنا السياسية لم تفطن ، لا في السعودية و لا في سوريا ، و لا لبنان و لا ليبيا و. . . كل البلدان العربية . ربما أستثني مصر ، بحكم ريادتها الثقافية و الإقتصادية و السياسية ، فقد أمكن لها أن تقاوم الذوبان الكاسح . . أو قل أبطأت أثره إلى حين . لكن ألم ننشيء تنظيمات دينية ، إسلامية أو مسيحية ، مناوئة للتيار القومي العروبي الذي ساد في الخمسينات و الستينات ؟ تلكم الفترة التي استشرفت فيها "الحضارة الغربية " بدايات ثورة الإتصالات و المعلوماتية . . و الإنترنت ! لم يكن "الغرب " في حاجة لقنبلة نووية لتذويب الإتحاد السوفيتي ، بعد السجال الطويل الذي سماه التاريخ ، " الحرب الباردة" . الروس لم يتنبهوا و أخذتهم الغفلة . حسبوا ساحة المنافسة ، هي الفضاء و الأقمار الصناعية و التجول في القمر ! " الغرب " الذي أعني ليس في نظري كيان واحد بلون ٍ واحد ٍ ، و قبعة ٍ واحدة ٍ، بل هو كيان قزحي ، آمل أن يتسع الصدر ، لقبول التعبير على علاته البائنة !

هل سمعت أبداً ، أيتها العزبزة ، بعالم ٍ روسي ، برع في الإتصالات الإلكترونية ، أو في الرقميات . . ؟ ! هل سمعت ب "بيل جيتس " روسي ؟ تلك كانت الغفلة و الفاجعة ، هاهو الغرب يتفوق و الولايات المتحدة معه ، ثم كانت هزيمة الإتحاد السوفيتي ، وهي هزيمة فلسفية محضة ، لم ُيرق فيها الدمّ ، و لم تزهق فيها أرواح ، في مذابح البيروسترويكا و الجلاسنوست . الذي طاح هو الإيديولوجيا و رموزها : لينينجراد و ستالينجراد ، و التماثيل إياها !

ثم أعود معك إلى عالمنا العربي ، و الشرق الأوسط . لقد وقعنا في فخ المواجهات بين التيار القومي العربي و الآخرين في الشاطيء المقابل . لم يكن في يد الآخرين ، غير راية الدين ، مسيحيين من الكنائس الشرقية أو الغربية ، أو مسلمين : أخوان مسلمون . موارنة . سنة . شيعة . . . . ودخلنا عصر الطوائف ، و التدهور و التفتت و دمار الذات . الإيديولوجيا التي خالطت الدين ، انتصرت على التيارات العروبية المندحرة ، فقد هزمها انفتاح اقتصادياتها ، وهي في الأصل تقوم على أساس من إنغلاق الجنس و الهوية و اللغة ، فلم تسلم في اندياح سنين الأنفتاح .

لكأنها وقفت أمام الغرب المنتصر ، بانفتاحه و تقنياته و ثورته في المعلوماتية ، تقول له : بيدي لا بيد الغرب . . ! لكن من ضّيع نفسه بسبب من قصر نظره ، سيتجاوزه المبصرون ، و يأكلون قوته و قوت أولاده . ألا يستهدفنا الغرب الآن ، بدعوى الإرهاب ؟ أنظري حولك الآن يا عزيزة ، ترينهم لا يكتفون بذلك ، بل يريدون " تديين" الإرهاب ، و صبغه بألوان العقائد و الأنتماءات الدينية و الطائفية ، حتى يؤطرعنقه تماماً على المقصلة المنصوبة ، فيقطع رأسه تماماً . لقد سمعنا من بوش أول ايام 11 سبتمبر ، قوله إنها "حرب صليبية ضد الإرهاب الدولي " ! ، ثم أجبروه أن يبلع اللفظ سريعاً ! لكنه لم يبلع المعنى ! المتهورون و الممسكون بزمام الأمور، في الكيانات عابرة القارات ، لا يميزون بين الإيديولوجيا العقائدية التي تسيّس نفسها ( الإتحاد السوفيتي ) ، و الإيديولوجيا الدينية التي تلبس قناعات القومية و قبعاتها ، أوعمائمها إن أردنا الدقة . . مثل فعلنا نحن في السودا ن ، فكنا اللقمة السائغة ، تبتلع بلا ثمن ! أو مثل غباء طالبان في أفغانستان ، يكفّرون التلفزة وأشرطة الغناء و تماثيل الآثار . . و جماعة حزب الله التي استجلبت المخاطر أينما حلت ، إلا إذا لزم أتباعها العقل المبصر ، لا يخسر العقيدة ، و لا يندفع في مواجهات غير مربحة .

الدين و العقائد و الإيديولوجيات و العنقاء ، لن تتصالح يسيراَ مع واقع متجدد و انفتاح واسع في الإتصالات و المعلومات ، ينتظم عالماً يتجه بكلياته نحو التحول إلى محو الحدود وإلغاء التأشيرات وغسل ألوان الأعلام ، وتسوية التمايز في العملات و المبادلات التجارية . نحن إذن نتجه إلى تعريف ٍ جديد لمفهوم الوطن ، و لا يحدثنا كائن من كان ، عن القومية و العروبية و العروبيين ن ولا عن فقدان مقوماتها ! الأخطرشأناً ، أن سيادة الدول آخذة في التآكل بتواتر مستمر . نحن نعيش في السودان ، وضعًا خطيرًا . في العراق ، كلنا نتابع بأم أعيننا ، كيف تذلّ أمة ، و يذل َ رئيسها . ألا ترين أنهم لم يفعلوا بنورييجا ، قبضاي الباطنية في بنما ، فعلهم بغبيّ العراق ، الذي أعطاهم فرصة لم يشهد التاريخ مثلها . كلنا نعرف كيف انتهى هتلر . أما كان بإمكانه أن يفعلها ، و يساعد شعبه ، بدل أن يدخل أجحار الجرذان ! ؟ هاهو قد أعطاهم السانحة ليُدخلونا كلنا – في جحر "الشرق الأوسط الكبير" – وأجلسونا في قاعات الدرس لغسل الأدمغة ، و ما علينا إلا الإذعان . ! ليس ثمة أمل فيما أرى . نحن في خضم حرب ٍ عالمية رابعة ، نخوضها بلا إسم و لا توصيف ، و لا تسمع في ساحاتها الحقيقية قعقعة السلاح ، بل نسمع تكتكة الكيبورد ، و سفر الصور و الإنس -على قول "ود تكتوك "-بالبيوت و الكلام بالخيوط ، و الألياف التي تصنع مفاهيم التحكم و السيطرة الجديدة ، بالحواسيب و الإنترنت !

لقد قرأت مقالا خطيرًا قبل أيام ، بعنوان : "من يتحكم في الإنترنت ؟ " و أذكر أني كتبت فيما كتبت ، مقالا قديماً في الشرق الأوسط اللندنية في عام 2001 ، و بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، أننا مقدمون على حرب فلسفية تدور رحاها في أدمغة الفلاسفة و المفكرين . . هل ترين صواباً في رأيّ هذا ؟ !


نشرت في سودانايل تزامناً ..
[/align][/align][/size
]

د.سيد عبدالقادر قنات 15-02-2006 07:52 PM

أستاذنا الشفيف
أمسكت الكلمة من ناصيتها فدانت لك القوافي
وكيف جاز لنا أن نمر علي
علم راسخ
وأدب رفيع
ودبلوماسية متمكنة

كل شيء له بداية
بل ربما كانت البداية من نقطة وقفنا عندها سلفا

وهل كانت الأنانينة ألا جزأ من طباعنا
ولو تدثرنا بكل معاني الأنسانية

الدين واليسار واليمين
ويمين الوسط
والجمهوري
والأشتراكي
ألي آخر المسميات

هي أسماء سميتموها
هل لمصلحة الأنسانية ؟

صحيفة المدينة
وفصل الدين عن الدولة

( لكم دينكم ولي دين)
(ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)

ومع ذلك يبقي الطلاق :... أبغض الحلال
والسبريشن ...............أبغض الحلال


ولكن الدعوة للقومية العربية
تخفي دعوة للعنصرية والعصبية

العالم اليوم صار

غرفة صغيرة
خلف الكي بورد

نحن تقوقعنا خلف شعارات ::: كلام ساكت
للأستهلاك والعاطفة

وغيرنا وصلوا القمر
ولكن بفضل العلم الجد جد

أستاذنا الغفلة في كل شيء
ألا تري المناهج
ألا تري التعليمات
بس أشارة
بالكي بورد

ونحن ندين ونشجب ونستنكر
ونظاهر ونحرق أعلام
ومع ذلك نصدر لهم البترول
ونشتري كل منتجاتهم بالغالي
ومعارضينا هم ضيوف معززون مكرمون عندهم
والمواطن في بلده ذليل حقير وأسوأ من جحر صدام
ونوريقا في وطنه بطل وبين شعبه فارس

ولكن عندنا عيب نقول عن حكامنا
والسلاطين والملوك والأمراء
ومن يمتطون الدبابات

يتدثرون بالدين بالدين
ويتمسحون بمرهم النفاق والغش
ويقبضون علي الزناد وسط شعبهم

ومع ذلك ينفذون تعليمات الكيبورد بضبانتها

ويمكن أن تحملها لملوكنا وقادتنا حواء الخواجية
وهم يركعون لها ويقبلون يدها
وآخرون يقولون لغير الله لن نركع

وحواء العربية ذليلة حبيسة للتفريخ


أستاذنا الجليل
وطننا السودان
ماذا يخبئ له القدر ؟؟
دويلات متناحرة متنافرة
دويلات دينية
دويلات قبلية
دويلات جهوية عرقية

أم سنكون مثل شعب فلسطين
لاوطن ولاهوية

ونسألك ولا نود الرد

هل هي حقائق ماثلة غدا
وأنت سيد العارفين ؟


أبدأ من حيث وقفت
ناصية الكلم بيدك
ولا تعوزك شجاعة الفارس وهو
علي صهوة الفرس الأبيض


يديكم العافية
ويديم المحبة


أنها تخاريف الضياع
لمستقبل الضباب والعتمة

جمال محمدإبراهيم 16-02-2006 02:18 PM

أشكر مرورك على هذا الموضوع الشائك . نعم ، أنا وجهته رسالة أدبية سياسية و أنا مغرم كما تعلم بأدب الرسائل . . هذا الأدب الذي كاد أن يندثر بسبب ثقافة الخوف المستوطنة في كامل حضارتنا .. لا أريد أن أفصل ، و لكن من طرحي للموضوع عبر هذا الرسالة ، رميت أن أرى مداخلات الأصدقاء .. و أرى أن رؤيتي لما يجري الآن من تناحر ثقافي في كامل قارات الدنيا ، يجعلني أميل إلى ما سبق أن أشرت إليه في مقالي القديم عن الحرب الفلسفية التي تدور رحاها الآن ..
أريد أن أسمع آراء .. أعضاء المنتدى ....... أهي الحرب العالمية الفكرية .. أم نحن واهمون !!!!؟؟

خالد الحاج 16-02-2006 03:01 PM

الأخ الفاضل جمال إبراهيم
عساك بخير...

أحكي أنا.. تأملات شخصية

حينما كان الغرب يدعم الأصولية الإسلامية في أفغانستان للقضاء علي الدب الروسي في حرب سموها "باردة" وكانت أشد حرارة من الشمس كنا نقول وماذا بعد زوال الدب الروسي؟
عاشت الحضارة الغربية علي الصراعات فإن لم تجد من تصرعه إفتعلت معركة.
وزال الدب الروسي ذاك البعبع الذي كان يقض مضاجع الغربيين؟؟ أذكر هنا خرتشوف وهو يخلع حزائه خابطآ به علي تربيزة في قاعة مجلس الأمن ليلفت إنتباه الحضور إبان أزمة كوبا ؟؟
كان هناك من يخيف اليانكي. وكانت هناك أساطيل تجوب البحار.
اليوم يفتعل الغرب صراعآ جديد مع الأصولية الإسلامية!! خطوة أخري نحو صرعات لن تنتهي.. فقد علمنا التأريخ أن القوي لا يظل قويآ إلي الأبد.. أين الفراعنة.. والرومان والأقاريق وقد شغلوا الدنيا عقودآ من الزمان؟؟؟
ولكنها معركة ستطول هذه المرة رغم عدم توازن الكفتين؟؟ بل ميلها بصورة تدعو للرثاء.
الشرق منقسم.. بعضهم فطن مبكرآ وترك القشور.. فأسموهم النمور.. إستطاع الغرب أن يقلم بعض أظافرهم ولكنهم باقون.
القسم الآخر لا يزال الجدل محتد بينهم عن لون حمار أبي هريرة؟؟ مدنهم الملح تتآكل!! ومتعب الهزال(1) أصابه الهوان فدخل في ثبات شتوي سيطول.

اليوم السلاح هو الفكر فما عادت أصوات المدافع تخيف أحد.. والعالم الشرق أوسطي رغم ثراءه المادي لم يعد لهذه المعركة ويظنون المدنية في العمران الشاهق؟؟
التكتلات الإقتصادية لا ترحم شارد الإبل.

وندير رؤس أموالنا بالعواطف والخوف .

**(تبرعت الكويت لولاية أمريكية بمبلغ 500 مليون دولار بعد الفيضانات).
**(تحتاج دارفور لمبالغ لا تتعدي العشرون ملايين دولار لتغطية منصرفات قوات السلام الأفريقية).
**(تكلفة مؤتمر القمة لأفريقي الأخير ي الخرطوم جاوزت ال 50 مليون دولار).
**(حسني مبارك الذي جاوز السبعون من العمر يعد إبنه جمال لحكم مصر).
**(توني بلير رئيس الوزارة البريطانية تعاني الطائرة المؤجرة التي أقلته إلي جوهانسبيرج من عطل منعها من الرجوع إلي بريطانية حسب ماهو مخطط ولم يجد رئيس الوزارة طائرة تجارية ذاهبة إلي بريطانية في ذلك اليوم ليقلها حتي يحضر التصويت في إجازة قانون جديد للبطاقة الشخصية ومنع التدخين في الأماكن العامة )..
**(اليخت الرئاسي في السودان والذي بلغ سعره 4 ونصف مليون دولار يقبع في اليابس لعدم وجود رافعة لإنزاله في النيل).


(1) متعب الهزال : شخصية في رواية مدن الملح لعبد الرحمن منيف كانت تجسد للرافضيين للتغريب وتدعو للتمسك بالجزور.

د.سيد عبدالقادر قنات 16-02-2006 03:39 PM

أستاذجمال
مهما طال الزمن
فأن لكل بداية نهاية
ولكن كيف تكون
لا أحد يعلم
ربما تكون المشكلة
دايما في بداياتنا
حتي ولو تمردنا علي
ما هو قائم

فعلا هي حرب فكرية
جردت لها التكنولوجيا والعلم

هم خطو بل هرولو نحو القمة ووصلوها
ووضعوا بصماتهم ومعالمهم
ومن كانت القمة منزلته
فأنه يرصد دبيب النمل تحته

ولا يترك الباب موصدا

بل يسمح لمن شاء


ويعزل من شاء

ويراقب من شاء


ومع ذلك كما قال الأخ خالد

لا بد من نهاية
ثانيا أستاذ خالد الحاج
أفادت صحافة اليوم أن التكلفة الفعلية للقمة الأفريقية وصلت ألي 128مليون دولار فقط
مش بسيطة وليه الزعل
ونحن همنا مثلث حمدي فقط

متي يفيق قادتنا من غفوتهم بل غيبوبتهم
ألا يذكر التاريخ قرش الكرامة

الأرث في الحكم
الملكية
الأمير
حتي الملك حسين فعلها وهو يحتضر

والدبابات في كل المدن والعواصم العربية تحرس منو
الوطن وأمنه وحدوده والمواطن ؟
أم هي لحراسة السلطان خليفة الله في أرضه ؟

كلنتون تمت محاكمته لكذبه

وقادتنا لا يعرفون غير الكذب دينا وثقافة

علمائنا لم يتفقوا علي هلال رمضان
علماء الحيض والنفاس

وعلمائهم افنوا عمرهم وعقولهم لخدمة الأنسانية جمعاء

الكلام بالخيوت والسفر بالبيوت (ود تكتوك)

وبالأمس تمت محاكمة أبن شارون؟؟؟؟ الحرية والديمقراطية والعلم والحضارة والفكر
وهذه مفقودة في عالمنا العربي
بل تم تغييبها عنوة وأقتدارا بواسطة الحاكم


نعم الكي بورد هو المستقبل
والحرب الفكرية بدأت منذ سنون خلت


وقادتنا ما زالو في سباتهم
وطغياتهم يعمهون


يديكم العافية

عصمت العالم 16-02-2006 05:55 PM


السفير الشاعر الفنان جمال محمد ابراهيم...


ولدنا نحن على .. وخمسينيات القرن الماضى قد تقادمت بعامين او ثلاثه..واصداء انتهاء الحرب العالميه الثانيه لا زال.وحركات التحرر.والمطالبه بالاستقلال..وهذه شروط اقرها الاستعمار جزاءا لدول التى شاركت معه فى الحرب الضروس..الحلفاء...وتفتحت عيوننا على رياح ثورة 23 يوليو..والرئيس محمد نجيب...وتقرير المصير للسودان...وحوادث مارس..وجمال عبد الناصر واستقلال السودان...وكل ذلك الزخم...والتعدد المتسارع للحركات التحرريه..وصوت اسيا وافريقيا ومؤتمر دول الحياد وباندونج وتلك الكتله...وكنا نسمع بصدامات الاخوان المسلمين مع الثوره المصريه وما جرى لهم ,,ومحاولاتهم لاغتيال عبد الناصر.ثم الاعتداء الثلاثى...
لا اريد الخوض فى فذلكة تاريخيه.بقدر ما اريد ان اسلط الضوء على المناخ فى تلك الفتره...والاخوان المسلمين والمسانده الاسلاميه المنظمه قد انشاءها الامركيون من اجل الحد من التوغل الشيوعى...كما خاضوا حرب فيتنام من اجل ايقاف ذلك المد..والذى سرى سريان النار فى الهشيم فى فكر ومعتقدات الشباب والخريجين وقتها فانشئت عدة احزاب شيوعيه.فى مصر والسودان وسوريا والعراق..ولبنان...وكان هاجس التوجس هو المد الشيوعى...لذا بنيت الترسانه الاسلاميه المعاديه ضد الفكر القومى العربى والفكر الشيوعى وكل حركات التحرر لان القناعه بان كل ذلك يصب فى تيار اليسار..والماركسيه..وحوربت فى كل اطراف الدنيا فى امريكا اللاتينيه وفى شرق اسيا وفى افريقيا..ما تلى من كل الانقلابات ..واقصاء كل قادة الحركات التحرريه...مصرع لوممبا...والتغيرات فى مالى..وفى غانا وغينيا..كل ذلك كان من تخطيط الغرب فى مواجهة الماركسيه..والت ى لم يدركوا ان طبيعة وتركيبة وواقع الشرق العربى الطبيعى والواقعى رافض لكل ذلك..بنيت تلك المقاومه..والتى فى جهل تكوينها الاثر العميق لمعنى الايمان..والشهاده...ولقد استعمل واخترع وانشا الامريكان فى حرب افغانستان الطويله قوات المجاهدين .والعرب الافغان..واسامة بن لادن..وامدوهم بالزاد والعتاد..ولم ينتبهوا الى كل المخاطر الت قد تاتى منهم..وقد كان...سقط المعسكر الشيوعى وانهارت موازنة تركيبة العالم..واصبحت امريكا المحور الاوحد...ورفض كل هؤلاء الواقع العربى والاسلامى من قضية فلسطين .واسرائيل...فتفجر الصدام...وسرى وانتشر..واصبح الجهاد صنوا لكل شىء..واختلط مفهوم الدين بهذه الظاهره التشدديه التى ابتلعت الاسلام البسيط المسالم الواضح المعالم....قويت الدعوه تحت ستار الدين..وقامت الانقلابات العقائديه الاسلاميه..وحركات المقاومه فى السودان والجزائر والمغرب وفلسطين ومصر..وبدا الصد\م المباشر فى جلاء الوضوح..وبدا العداء السافر لامريكا وتحميلها كل ما جرى..وبدات لغة التفجير والاغتيالات والاهداف المفخخه..وقوات الجهاد..والحروب باسم الدين..فى اعادة لما سبق فى قرون ماضيه...واختلط حابل الاجراء بواقع المساله...ومورست احكام تشريع ظلما وخطا..وتشددا...واختل واقع التوازن..واهتزت مكونات الاوضاع.وبدات سمات الانهيار..وعند الازدياد والتكار..اكتشف الكثيرون خطا كل ذلك وخطل ادراج الدين فى امور السياسه ..لكن بعد فوات الوقت لان حالة التدمير قد افرزت قطاعات من الارهاب باسم الدين.وباحكام مفاهيم الدين التى ترشدهم وتقودهم الى كل ذلك...وبدات الحروب تاخذ ابعادا مختلفه واساليب مختلفه وواقعا مختلفا..فى تناحر الضديات..وانحرفت مفاهيم التوافق والتراضى والنقاش .وخلقت طبقات من اوناس يريدون الشهاده ويعادون الغرب والامريكان...ولقد اسهم الامريكيون فى كل ذلك فى استعداء مباشر خاصة بغزو بلدان تحت سمع الدنيا والدول العربيه والاسلاميه.التى اخذت منحنى الجهاد..مثلما حصل فى العراق.مخلفين وضعا اسوا من نظام حكم الديكتاتور صدام حسين..والانهيار التام والقتل والتدمير وعدم الاستقرار..مثل ذ لك مثل تفاصيل حلول القضيه الفلسطينيه..ونحن عيبنا الاساسى نخلط كل شىء ونقنن الحرب هذه على انها هجمة صليبيه.وهذا عين الخطأ..الدين ابعد عن جوهر هذه المعارك.التى تدار..المفهوم عنها....

وخلط الدين بالسياسه .يضع وسائل التشريع تحت يد الحاكم ويمكنه ان يستعملها لتوطيد موقعه وتايد مركزه..وهنا يكمن الخطا...فى الاستدلال والاستعمال....
ويتحدث الكثيرون عن صراع الحضارات بلغة هلاميه التركيب...وفضفاضة المعانى...لم تخدم جوهر اسس النقاش..
وسيظل التناحر قائما ومتسعا وشاملا...ولعل الانتقال للنقسش الفلسفى فى نطاق الرؤيا القادمه.نحن مثلا لا نمتثل لذلك..وعلى تجربة السودان والسلفيين فى اعدام محمود محمد طه .تكشف علقية ان النقاش الفكرى ليس له واقع ويجب ان يحد حتى لو بالقتل..وهنا يكمن القصور...لانهم ارادوا ان يكتموا فكر الشهد محمود محمد طه.ولكنه انتشر وتوسع وتمدد..لكن هذا جائز..

واعتقد ان كل العنف سيهدا .لان المنطق هو سيد الحلول..وسيتجه الجميع الى النقاش الفلسفى المؤسس والمدرك .فى تراشق المعرفه.زوه يتيح زمنا من الوعى والادراك...ومحاورا لبيان الرؤيا...وجوهر الهدف..وارضية الواقع ....

سينحسر فتيل العنف والارهاب والاقتتال..وسياتى الجميع الى فلسفة الفكر واريحية النقاش....

نتمنى ذلك...

السفيرالشاعر....


التاريخ يتشكل ويتحور.ويدور ليعيد ازمنةمن تواتر ..وتوتر....كل ما يجرى الان من اختلال وعنف وحروب ..وارتباك.... قد تعرضت له هذه الدنيا فى حقب سابقه..وباشكال مختلفه...وسيل دائر .حتى يستطيع الفكر ان يؤسس واقع تعايش متاح لجميع بقوانين تكفل كافة الحقوق والحريات والتنوع .والعيش والاقتصاد المترف.والقيميه الذاتيه للانسان...وحقو ق الاطفال..وحقوق المراه.والتعايش السلمى..بواقع لا يخلط بين الدجين والسياسه..ويفى بالتزام الجانبين دون تعدى ولا تحرش ولا وكاله...
لان المولى عز وجل ذلكر فى كثير من ايات تنزيله..التوجيه لاشرف الخلق..انك لست عليهم بمسيطر..
والله قد خلق الانس والجن ليعبدون فمن شاء ان يؤمن ومن شاء ان يكفر...وانكلن تهدى من احببت ا الله يهدى من يشاء....

كلها موجهات تشير على اريحية ورقى وعظمة التعامل..
ليتنا ندرك ذلك...
واتفق معك ان المستقبل لفكر النقاش فى تراضى الرؤيا...
عميق الود

ريما نوفل 17-02-2006 11:25 AM

سعادة السفير،
طرقت في مقالك- الرسالة- باباً جدلياً بامتياز. تحدثت عن الدين ودوره، وعن الطائفية التي تغلبت في بعض الاحيان على الاحزاب القومية، وتحدثت عن الكيانات الصغيرة وذوبانها، وقلت: " الدين و العقائد و الإيديولوجيات و العنقاء ، لن تتصالح يسيراَ مع واقع متجدد و انفتاح واسع في الإتصالات و المعلومات"..
من هنا سأبدأ مداخلتي، وسأتحفظ مسبقاً عن بعض النقاط التي أثرتها، والتي سأتجنب مناقشتك فيها، رغم اعتراضي عليها، لأني اعرف مسبقاً أني سأخسر.
The World Is Flat
هذا ما يقوله توماس فريدمان. العولمة غزتنا وإن ابتكرنا لها تعريفات مختلفة، وبفضلها أنا أكتب هنا اليوم على هذا الموقع المميز والراقي.
سعادة السفير، ألا تعتقد ان فشل بعض الاحزاب العقائدية سببه ضعف برامجها وقصر نظر قادتها الذين لم يفهموا جيداً تطلعات شعوبهم، وفشلوا في نقل أفكارهم الى واقع ملموس، وبالتالي انتفت القوة الدافعة التي كانت في الأصل سبب نشوء هذه الاحزاب.
لا أنكر أن الطائفية والدين والأصولية استشرت، وأتحدث هنا عن أصولية مسيحية وأصولية إسلامية، لكن التيارات الدينية وجدت فراغاً في الشارع الشعبي فملأته. وهذا بحاجة لتحليل طويل.
ثم، انا أرى ان بعض الاحزاب العقائدية قامت على أساس الفرد- الزعيم- بغض النظر عن أفكاره النضالية والقومية.
سميت بعض الاحزاب في مقالك، وانا توقفت عند استعمالك لأسماء القادة وليس لأحزابهم او تياراتهم. فترانا نقول عبدالناصر وليس الناصرية، مثلاً. ترى، من رسخ في فكر الشعب وتاريخه أكثر؟؟ ما زال عبدالناصر ذلك القائد العربي التاريخي بغض النظر عن موافقتي على أفكاره أو معارضتي لها. وهذا ما أقوله عن الحزب القومي السوري الاجتماعي. فمن يقرأ انطون سعادة لا بد أن ينجذب الى أفكاره، والانجذاب الذي اتحدث عنه لا علاقة له بالقبول. القبول موضوع آخر.
بعد موت أنطون سعادة اين حزبه؟.
ونعود فنسأل عن سبب اقتحام الدينية السياسية. الساحة مفتوحة، والفراغ كبير، والحكومات متقاعسة.
مشكلتنا عادة في الممارسة وليس في العقيدة، نقرأ نفرح، نجرّب نحزن.
العالم تغيّر. أصبح مسطّح. المشكلة أن الحكومات لم تع هذا التغيّر. أدخلت أجهزة الكمبيوتر ولكنها لم تطوّر أنظمتها. القوانين تحتاج الى إعادة هيكلة وانا لا اتحدث عن بلد بذاته. لكن حتى لا اتهم احد ساعطي لبنان مثلاً.
تصوّر سعادة السفير أنه ليس في لبنان قانون عصري للأحزاب. (ونلوم الطائفية). أحدث قانون للأحزاب وضعه العثمانيون، نعم نحن ما زلنا في عهد الحكم العثماني.
في كتابه: The Lexus And The Olive Tree يتحدث توماس فريدمان عن ضرورة ان تعمل الحكومات في العالم الثالث على "دمقرطة" أنظمتها (Democratizing)
ويرى أنه لا يكفي ان نسن القوانين الاقتصادية لنقول إننا نماشي العولمة. الاهم أن ندخل التعديلات بالمستوى نفسه على النظام السياسي.
سعادة السفير، قد تكون التيارات السياسية اليسارية قد فقدت بعض زخمها وقد يكون بعضنا في بعض الدول العربية، يعيش الاستعمار غير المباشر بالقدر نفسه الذي عاشه قبل الاستقلال. لكن ما لم يحصل تطوير سياسي واقتصادي للأنظمة سنبقى حيث نحن قابعين في عالم دوني، أسرى التيارات الدينية، وتتحكم فينا الدول العظمى حسب مصالحها.

جمال محمدإبراهيم 18-02-2006 02:54 PM

نعم يا عزيزنا خالد . . أتفق معك ..
و لكن من الضروري التنبه إلى أنهم يريدون جرّنا لصراع مع الحركات الأصولية الأسلامية ،
و نحن ندرك عن قناعة أنهم يريدون محاصرة الأسلام .. و أن الصراع كله محوره الفكر و العقيدة ..
و أن الذين يعمهون في غفلة التاريخ .. ستدوسهم سنابك خيوله ..

جمال محمدإبراهيم 18-02-2006 03:02 PM

عزيزنا دكتور سيد ..
أقدر اهتمامك الدؤوب بالموضوع ، و آمل أن ينظر الأخوة في المنتدى .. إلى ما طرحنا .. فأنا أريد للمنتدى أن يكون الساحة التي ارتضينا أن تكون ... محفلاً لأثراء النقاش و تداول الفكرة ..
علينا أن نعمل فكرنا في هذا الذي يجري من حولنا .. نحن في حاجة مثلما ألمحت أنت ، إلى تركيز أبصارنا ملياً ، فنعرف من ينصب الفخاخ لنا ، و من يريدنا أن نسكن في غفلتنا .. و من يستدرجنا لصراعات متوهمة ، فننزلق إلى متاهات بلا قرار ، أو ننكفيء إلى الدواخل ، فنوصم بأصولية يتشكك منها الآخرون ..
واصل تغريدك في بستان ، توشوش فيه عصافير مغسولة .. بكل ألوان قزح ...

الجيلى أحمد 18-02-2006 03:57 PM

اقتباس:

نحن إذن نتجه إلى تعريف ٍ جديد لمفهوم الوطن
الأستاذ جمال محمد إبراهيم
عاطرالتحايا
هنا يتعاظم السؤال عن جدوى مفهومنا للوطن بشكله الحالى..

سنعود للتعليق والتحاور بشكل أوسع فمااوردته لايمكن الإكتفاء
بمقطع منه والسكوت..فقد أثرت كل المشكل فى مقال مبصر..

مخرج

أختنا ريما
قرأت لسنوات طويلة خلت (نقد الفكر اليومى)للشهيد مهدى عامل
وفيه مناقشه عميقه لطرحك السابق..
بائسة هى الشوارع التى تغتال أمثاله..

ولكم المودة

د.سيد عبدالقادر قنات 18-02-2006 08:13 PM

أستاذ جمال
العصفور حبيس قفص هو سجن مرصع
بالياقوت والزمرد وكل الأحجار الكريمة

هل يمكن لهذا العصفور أن يغرد


السجن هو السجن

كيف نبدع ونحن مسجونون
أو حتي كيف نفكر ونحن خلف الجدران
جلادينا يتمشدقون
بالحرية والديمقراطية
وشرقنا بالأسلام

وآخرون يريدون الهيمنة والسيطرة
وبسط الفكر
مع مسح الآخر
هل يدري قادتنا ألي أين هم مساقون
هل تدري شعوبنا مصيرها ومستقبلها

الهيمنة والسيطرة
من يمسك ويدير

الكي بورد ؟؟؟

وآخرون يديرون الكأس
وينظرون ألي أفخاذ شبه عارية

ويبيعون
أمة ووطن وهوية

يديكم العافية

د.سيد عبدالقادر قنات 19-02-2006 10:39 PM

أستاذنا جمال
مالو غيابك طوووول
ولا الحلة لسه نارا هادية

وطبيخكم بقي مكشوف
ونحن اقمارنا الصناعية
بتشوف الزول في اوضة نومو

ولسه انتو تتغالطو نخش بالكراع اللمين ولا اللسير

ودس المحافير بقي صنعتكم حتي لذوي القربي

والملة والجار

جمال محمدإبراهيم 20-02-2006 07:59 PM

الأستاذة ريما . .
أسعدني ما قرأته منك ، فقد كنت رصينة و مرتبة و مقنعة في كل كلمة جاءت في مداخلتك . و لعلي أعلن إعجابي هنا بملاحظتك الذكية عن المقاربة بين الإسم و التيار ، في أني أقول –مثلاً- ناصر ، و لا أقول الناصرية . نكروما . . و لا أقول النكرومائية . في نظري أن في النسبة إلى الشخص أو القائد ، تأطير يجمّد تجربة القائد، فتكون خلاصتها ما يقترب من مكونات "مذهب" سياسي ، يتكلس بإضافة ال " ية " إلى الإسم ! ، بل تتحجر التجربة تماماً و تصبح فعلاً لا مجازاً "صخرة" تعترض مسار التاريخ . لو كانت النسبة إلى فكرة أو رؤية لقبلت بها . التأليه ؟ لا أحد يحبذه . خير أن نقول "تجربة ناصر الإشتراكية " ، و تطبيقاتها في مصر ، من أن نقول "تجربة الناصرية " . المادية الجدلية ، في كتب الفلسفة و العلوم السياسية ، هي ما يشار إليه عند السياسيين بالماركسية . في رؤيتي أن عبد الناصر ، لو قدّر له أن يعيش إلى سنوات التسعينات ، لن تكون تجربته هي ذات التجربة الشمولية التي يشير إليها البعض بالناصرية ! التجريب لا يعرف النقاط الفاصلة لا يأتي بعدها كلام جديد ، بل هو كجريان النهر ، في تغيّر و تلوّن بالتربة التي يجري عليها . إنها الحياة تسير بلا توقف . بلا نهايات . . للتاريخ ، أو حتى للجغرافيا !
ما أردت أن أصل إليه من طرحك أن الشعوب بلا قيادات واعية ، و نخب ٍ تحمل مشاعل التغيير ، لن تتبين الأضواء تلتمع آخر الأنفاق ، و لن يكتب لها خلاصاً سهلاً ميسورا . كلا .
الشعوب تمشي في الأرض الحصباء ، و الصفوة هم طيور تحلق . قد تصادف في سماوات تحليقها ، حماماً و قبرات صديقة ، و لكنها قد تصادف أيضاً ، من الجوارح و البزاة ، ما قد ينتف ريش أجنحتها ، فتكون مهيضة فتستضعف . قد لا يرتفع بصر بعض الشعوب إلى السموات التي تمور بالصراع ، فيختلط عندهم لون الدّم القاني المراق ، مع لون المغيب المحمر ّ. . ! في الفضاء بين سماء و أرض ، يقع التآمر و تحبك المؤامرات و تزدهر الخديعة .
في شرقنا الأوسط ، أرى البزاة تحلق فوق رؤوسنا ، و على مناقيرها دماء ، و بعض ريش ٍ منتوف . الشعوب تركن عبر عملية يسمونها "انتخابات" ، لتفريخ قيادات مقطوعة رؤوسها ، أو منتوف ريشها ، أو مهيضة أجنحتها . تحاول الطيران . ننظر إليها و نخالها تطير ، لكنها سرعان ما تسقط . لا ! الطيور البلاستيكية لن تصطفق لها أجنحة ، إلا إذا رتب لها من صنعها ، الطاقة التي يختزنها في السر ّ ، فيحرك الطيور بالتحكم عن بعد . أكثر قياداتنا في الشرق بلهاء ، و للأسف نحن نعيد استنساخها كل دورة انتخابية . ما أغبانا لو كنا ننتظر من الزهور البلاستيكية ، أن ترسل فوحها و عطرها في الأنحاء .
لا تحرك البزاة و أسراب الصقور ، إلا مصالح إقتصادية ، يبرر نجاحهم في حمايتها ، بقاءهم في مقاعد الحكم و السلطان . هذه ببساطة شديدة ، رؤية قد تبدو ساذجة و جلية يراها كل ذي عينين . . و لكن نحن لا نراها . ما حقيقة هذا الوهم ؟ ما حقيقة الخديعة ؟ إنهم الآن ينصبون فخاً كبيراً و يحركون المواجهة باستفزازنا ، بل يلكزوننا لكزاً لكي تزل أقدامنا فنسقط في هوة الخسران . أقول خسران ، لأن الفخ المنصوب هو لحماية مصالحهم هم ، لا مصالحنا نحن . هو لتأمين حاجياتهم الإستراتيجية ، لا لتأمين حاجياتنا نحن . يرسمون المهازل على رؤوس انبيائنا قصد إستفزازنا ، فنكون نحن ، في نظر مرجعياتهم ، متخلفين و غير قادرين على التكيّف مع متطلبات حرية التعبير و الحريات الشخصية الأخرى . تعمّ ضبابية الرؤية ، فيتلف بعض ُ مهووسين في الأشرفية ، ما هو منهم و ملكهم ، حتى نتوهّم أن الصراع هو بين كنيسة و مسجد ، فيكون "السقوط المزدوج " . في آخر اليوم يقف أصحاب المصالح الحقيقية ، يجمعونها كما يجمع البخيل الذهب و المجوهرات ، أيديهم ملوثة بدماء أبرياء ، و لكنهم ممسكون بأنخاب الإنتصار المتوهّم . هل تذكرين سياسة " الإحتواء المزدوج " ، الخديعة التي كان أحد صانعيها السفير الأمريكي ايام كلينتون : مارتن إنديك و معه رهط من عباقرة الشر ؟ فقد أتت أكلها هذه السياسة في الحرب العراقية الإيرانية ، أنهكتهما الإثنين ، و لكنها أراحت واشنطن ، فأغفى كلينتون لسنوات .. إذ كانت إيران محطمة في أشلائها ، و العراق يمرح باطماع جوفاء . ما صبروا على صدام ، و قد أنجز لهم ما أرادوا ، فقضوا عليه بترتيبات غزو الكويت ، حتى انتهى به الأمر إلى النهايات المعروفة !
. ما يهمّ هو إحداث انهيارات " مزدوجة " .. "إستنزاف مزدوج ". . لكنه في النهاية " انتحار مزدوج" ، ينتظم الطوائف بألوانها القزحية ، و الكانتونات و السلطنات المزيفة ، و ممالك مجنزراتها من الكرتون و إمارات يلبس فراعينها جلابيب من السوليفان ، و دويلات تغطي عوراتها بورق الحمام . لو كان وعينا حاضراً مستيقظا لتنبهنا ! ضحكوا علينا في ختام الحكاية ، لأننا غرقنا صاغرين في خلافاتنا الصغيرة ، و لم نستبن حقيقة " المصالح " التي برعت الحضارة الغربية ، أي ّ براعة ٍ ، في الإستيلاء عليها ، في الهيمنة عليها ، و السيطرة . . و لا نملك أن نقول عنها : إستعمار . نخجل أن نقول . و نظلّ في انشغالنا الدائم بالصغير من خلافاتنا ، و نفشل في أن نرى مواطيء أقدامنا ، ربما من عمىً متوهّم !
ثمة حرب تدور رحاها الآن . طرف ٌ واع ٍ بها ، و طرف آخر في غيبوبة وزيغ بصر و ضياع ِ بصيرة . صديقي د.سيد يقول إن الكويت تبرعت بملايين الدولارات لمأساة الطبيعة في جنوب الولايات المتحدة ! دارفور كان احتياجها أوجب . إنها حرب عالمية ناعمة ، يحسب من غيّبته الغفلة ، و أغفى في غيبوبته ، أنه البطل المنتصر !
ريما نوفل ... فاتني أن أرحب بقلمك ، لا أراك غريبة في الساحة ... أنت في دارك ...

جمال

جمال محمدإبراهيم 24-02-2006 06:33 PM





ثمة حرب تدور رحاها الآن . طرف ٌ واع ٍ بها ، و طرف آخر في غيبوبة وزيغ بصر و ضياع ِ بصيرة . صديقي د.سيد يقول إن الكويت تبرعت بملايين الدولارات لمأساة الطبيعة في جنوب الولايات المتحدة ! دارفور كان احتياجها أوجب . إنها حرب عالمية ناعمة ، يحسب من غيّبته الغفلة ، و أغفى في غيبوبته ، أنه البطل المنتصر !


صدقت ..د. سيد .. فنحن في غيبوبة يضيع الوقت و الجهد سدى ....
أنظر ما يجري الآن في العراق !!

د.سيد عبدالقادر قنات 24-02-2006 09:13 PM

أستاذنا وصديقي جمال
بنتنا ريما نوفل
الأخوة المتداخلون

أليس هو محزن ما يدور اليوم في العراق

لمصلحة من ؟

وبيد من ؟

والضحية من ؟

هكذا عالمنا العربي زيف وخداع وغش ونميمة

ومع ذلك يدعون الأسلام !!!

هل في أفعالهم هذه ذرة من الأسلام ؟؟

الفكر هو الفكر

والعلم هو العلم

ولكن أين هم من الفكر والعلم

وأين هم من الأنسانية

[U]أقتباس من الشفيف جمال[/U]
و نظلّ في انشغالنا الدائم بالصغير من خلافاتنا ، و نفشل في أن نرى مواطيء أقدامنا ، ربما من عمىً متوهّم !
أستاذ جمال :::

نعم الفشل هو فشل قادتنا وولاة أمرنا

هؤلاء خلفاء الله في ارضه

بأسمه يحكمون

وبمصائر شعوبهم يتصرفون

بدأت السوق الأوروبية المشتركة

بخمسة دول فقط

واليوم كم عددهم ؟؟

من أجل شعوبهم يعملون

وبعقولهم وفكرهم نافذون

ومن أجل الأنسانية جمعاء

يفكرون ويعقلون


ولكن !!
سادتنا وقادتنا كما ذكرت أستاذ جمال
في صغائر الصغائر يختلفون

بل يتناحرون ويتنابذون

وللحرب علي بعضهم يشنون

ولشعوبهم يذلون

والتاريخ لهم يسجل
وأجيال تحفظ

أستاذ جمال ، دارفور هي وصمة عار في جبين الأنقاذ
والعرب والمسلمين ،
حتي في أسرائيل لم نسمع بالأغتصاب

ولكن في دارفور
هل هي أبادة جماعية ؟
هل هي ترحيل قسري ؟
لماذا تحرق قري بأكملها ؟

وكل ذلك علي مرأي وسمع وبصر الحكومات العربية ، لماذا ؟
ولا مسئول عربي واحد أدان ما يحدث في دارفور ؟؟؟؟؟؟

[7la1=#FF0000]هل هي الغيبوبة الأبدية ؟؟
أم هي فجة الموت وتسليم الروح لخالقها ؟؟؟[/7la1]ولكن !!!

هل هنالك فرج ؟؟

نعم دوام الحال من المحال

يذهب الجبابرة ألي مذبلة التاريخ

وتبقي الشعوب

ويبقي الفكر والعلم

وتبقي الأنسانية وتقدمها


يديكم العافية

ملحوظة ::

أخوتي في المنتدي:::::::
هو موضوع يحتاج لفكر بيكاسو وقلم جارسيا وشجاعة شوقي بدري وشباب جهينة
ومصادمة خالد الحاج وفطنة حنينة الحنينة ونباهة بيان وأسلوب ناصر
هو موضوع يحتاج للتشريح بمبضع كل أهل سودانيات
وكلهم يحملون المبضع ،
أناملهم وفكرهم وتجردهم وتضحيتهم
تجعل من ذلك المبضع الشفاء
ونحن في أنتظار الجراحة

فهلا تكرمتم أحبتي
والمريض قد تم تخديره ،
ليس بنج أمريكي

ولكن أرثه وتاريخ نضاله ومجاهدات شعوبه
وعلومه في كل شيء ، الطب والفلك والجبر والحساب
واللوغريثمات والنثر والشعر

أليست كفيلة ؟؟؟

فمن منكم يبدأ بنظافة موضع العملية ؟؟؟

يديكم العافية


الساعة الآن 07:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.