أوَ ليس ذاك باحتمال؟؟؟
في زمن (فتوة الإلهام) كما أسماه البروفيسور علي المك ، حين كتب تقديماً للدكتور بشرى الفاضل في مجموعته القصصية الأشهر(حكاية البنت التي طارت عصافيرها) تعرفت على الشاعرة الشابة نجلاء عثمان التوم...
كانت تدرس العلوم ، وكنت أدرس الهندسة ، لكن أحد أصدقائي -حينها- أهداني معرفتها ، وقبل أن ألتقيها قرأت لها قصيدة قصيرة جميلة ، بعنوان "حكاية"..... فكتبت لها مذكرة قصيرة إحتوت على مقطع شعري بائس كتبته -وقتها- فردّت عليّ بمقطع -أجمل كثيراً ولا شك- مما كتبت لاعجابي بما "كانت" تكتبه نجلاء عثمان التوم .. {صارت بعد ذلك بفترة ليست بالقصيرة ، من رواد الشعر السريالي ، والذي أشك في أن من يكتبونه أنفسهم يفهمون ما ورد فيه ، وتخلّت عن ملكة شعرية لو كانت سارت بها في طريقها الصحيح ، لأصبحت -برأي المتواضع - واحدة من كبريات شواعر الوطن العربي} أحببت أن تشاركوني هذه المقاطع الثلاثة آملاً أن تلامس أطراف ثوب القبول لديكم |
كان المقطع الذي أطلعني عليه صديقي ، كالآتي:
حكــــــــــــــــــــــاية كان ياما كان في الحاضر الآنيّ والزمان بحيرتان من هوى غرقتُ فيهما بلا نهاية نسيت من أنا إسمي وعنواني وأشهر السنة فصرت في النهاية... أسائل السفن ، والموج ، والملاّح ، والمرايا عن نقطة البداية فكان أن وجدتها السفين والموج والملاّح والمرايا غارقون في الهوى بلا نهاية ويسألون في جنونٍ عن نقطة البداية .......................... .............................. كان ياما كان في الحاضر الآنيّ والزمان بحيرتان من هوى غرقتُ فيهما بلا نهاية: أنا والموج والملاّح والسفين والمرايا و . . نقطة البداية |
وكان المقطع التعيس الذي أرسلته لها عبر مذكرتي ، هو الآتي:
لستُ السراب بقيعة ... ذاك الذي .. للظامئ المنهوك يبدو ماء سعد دمنٌ أنا ... ... صمتٌ ظلامٌ بعضه من فوق بعض إن أخرج الرائي يديه ... فلن يجد الاَّي .... وعد نبضٌ تمزق خلف ميلاد الضياء ولم يلد أحدٌ ......... أحدْ فردٌ ......... صمدْ لم يُدمن من الدنيا ولم يحتاجها يوماً ..... فجازته الوفاء بغدرها من بعد اعراضٍ .... بصدْ |
فكان ردّها الأجمل -كما قلت لكم- على ما كتبته لها ، هو ما يأتي:
لست احتمالاً للوصول فلا تمل سأظل أرحل فيك حتى يكتمل ........هذا الجنون أو.................يجن الإكتمال أوَليس ذاك باحتمال؟؟!!؟؟ فمن أنا؟؟؟ أنا فكرةٌ في الخاطر المذهول تمعن في الهرب صخب الرحيل الى الرحيل بلا صخب عبث ابتعادك عن حواف البوح وهم ، فالبوح منِّي يقترب لم تدمن الشكوى؟؟ لم تألف الإصغاء إذ تشدو حواري البحر للموج التعب؟؟ ماذا ستفعل؟؟؟ والحقول البكر ترقب في إشتهاء ماذا ستفعل بالنداء؟؟؟ أوتنثني....؟ والخطو منك يردد الشوق الندي ...فينسكب ضوء الحواري كلما نُثِرَتْ جواري........... وفي يدي نجمات حب في ضوئهن العشق يغفو ..،...يستفيق على جنوني عندما تغتالني الأفراح فيك فأرتمي في صدرك المعروق.....أبكي........أنتحب |
اقتباس:
ونقدر من ثم على التواصل معك دون أن (تطربش) لأرواحنا وانطلاقها وأجنحة ما تمنح: رؤاك الحدية هذه والشعر عموماً لا يُفهم وإنما يحس ويلمس بأصابع رؤى تتباين فيما بينها الشعر عمومه حتى بين وجهة نظر خالقه متفلت كل حين يأتيه بأفكار جديدة لا تمت للفكرة الأصل التي أطلقت القصيدة من ثنايا روحه لا تكن قاطعاً في رؤاك لهذا الضرب من الكتابة فإن كان نظرك إليها من جهة الفهم/التحويش في معنى فكما أسلفت فإنها في ذات المركب عند وجهات النظر وإن نظرت إلى الالتزام والموسيقى وخلاف ذلك في الكلاسيكي فهذا أمر ذائقة، هوى نفس، ... لكنه ليس بالشيء الذي يمكن أن يعول عليه في ضربِ ضربٍ بعصاك هذه وبجيك صاد سمحlooool;) |
تحياتي ياهيثم
اقتباس:
وعن تجربتها الشعرية (نجلاء حسن التوم) إرتبطت بذهني برائعتها (تاكيت الباب وإستنيتك)، وأجدها شاعرة جميلة للأسف لم أتابع إنتاجها مؤخرا..وليتنا نجتهد في جلب نماذج لكتاباتها ونناقش إذا ما ساهم الخط الذي تبنته مؤخرا في الكتابة في إبراز موهبتها أم العكس.. مع إستصحاب أن بعض الأنماط من الكتابة الشعرية أكثر جماهيرية مقارنة بأنماط أخرى أكثر عمقا..رمزا..وتعقيدا .. وبالتالي أكثر صفوية وأقل جماهيرية، إلا أن لكلٍ قيمته الفنية ومعجبيه.. وإتذكرت الخيط ده.. ممكن نرجع نقراهو سوا http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=12610 محبتي وإحترامي |
اقتباس:
بلة ياااااااابلة صباحك زين ياخي دعنا بداية نؤكد على أنني لم أطلق حكماً عاماً وإنما تكلمت عن رأي شخصي بحت وهو كما تعلم (يقبل أن يكون صواباً عند البعض وعين الخطأ عند آخرين) ولا إختلاف -نهائياً- في أن مسألة التذوق وزاوية النظر(وعوامل أخرى أقل تأثيراً) هي التي تحدد موقع المتلقي من أية أشعار -مهما كانت- ، أو حتى مما قلتُه عاليه.. ولنعود لبعض حديثك: كتب محمود درويش الكثير من قصائده بهذا النمط من الكتابة هل تجدني أجرؤ أو أتطاول بالتعليق عليها أو وصفها بأنها منقصة في حقه؟؟؟؟؟ لكن بنفس الوقت أملك الحق-وبكل سهولة- في عدم المرور عليها أو قراءتها لأكثر من مرة -كما أفعل مع كل ما كتبه درويش- إذاً يا صديقي : لو تأملت ما كتبتُه -وهو نفس ما اقتبسته أنت ولونته بالأحمر- في هذا الشأن لوجدتني أتحدث -فقط- عن رأي هيثم الشفيع ، وليس عن تجربة الشعر السريالي ومن يُعجب به أو يكتبه. عظيم مودتي وراجيك |
[
اقتباس:
اقتباس:
كل التحايا لك ولها هيثم ما اجمل ذلك |
اقتباس:
كيفنك؟؟؟ في آخر نقاش لي مع نجلاء -قبل أكثر من 13 سنة- قالت لي ما معناه : إنها تكتب لصفوة ولا يهمها عدد المتلقين لشعرها بقدر ما يهمها صفويتهم... أذكر إنني قلت لها حينها : إننا نحتاج ، إذا كانت تجربتنا الشعرية تسير بخطى متسارعة(وأخذتها هي كنموذج) أن نبطئ إيقاع خطونا بعضنا الشيئ لنستصحب معنا المتلقي والذي يحتاج منا للصبر ليواكب ما كتبناه ، وضربت مثلاً بالشخص الذي يصحب معه طفل صغير في مشوار فيحتاج بالتالي أن يمشي بشكل أبطأ ليسهل مهمة الطفل في اللحاق به...، أجابتني إجابة محبطة جداً -بالنسبة لي- وهي أنها لاتهتم كثيراً بهذا الطفل بقدر ما تهتم بأمرها كشاعرة عليها التطور والتقدم ، وقالت ما معناه فليسقط الطفل وليعجز عن اللحاق بها ....فما يهمها هو أن هناك آخرون ينتظرونها في الأمام... أخيراً لا بأس من استصحاب مثل هذا الحوار في البوست ، فهو -بالتأكيد- يزيد من قوته ويجعله أكثر ثراءً.. عظيم إحترامي والتقدير |
اقتباس:
سلام ومحبة مقيمة لا يصحب من يكتب الشعر من سيصفقون أو من سيستهجنون شعره وإلا سقط في مغبة أن ما سيسطره سيعجب هذا وذاك والعكس... إجابة نجلاء الصادمة هذه هي عين الحقيقة وإن جاءت قاسية فالشاعر هو أبداً الساعي إلى بلوغ أبعد مدى وانتظار أن يفك الناس ما خطه وبلوغه وحينها يكون قد علا فوق ما بلغ وإلا فإن عليه أن يكتب المقالات أو الشروحات لشعره لم وكيف وأين وووووو الشاعر مهمته (إن حسبنا أننا كلفناه بمهمة) الخلق وعلى الراغب امتطاء سلحفاة أو نفاثة لبلوغ مداه... الشعر أظنه ليس بالمعني بالوعي بحد ذاته نشر الوعي مهمة المثقف لا الشاعر وإنما الشاعر مستشرف غد خالق أفق فاتح كوى للنفوس لتغرق في النضار (نضار الحزن، نضار الفرح...) ما معنى أن يطلق على أحد بأنه سابق لعصره أظن بأن سابق عصره هذه تخص الشعر أكثر مما تخص غيره ........................... تحياتي واحترامي |
اقتباس:
الصحة والأخبار؟؟؟؟ لك أرق التحايا وأنت تستمتعين ببديع كلماتها يسعدني -دائماً- تواجدك وسط ما أكتب |
اقتباس:
العزيز بلة تحية ود وإحترام صعُب عليّ أن أفهم ما عنيته من كلامك أعلاه -رغم أنه يبدو للوهلة الأولى واضحاً- وحتى يكون نقاشي من أرضية ثابتة لفهمي لما قصدت : أرجو أن تعيد شرح فكرة عدم أهمية المتلقي في حياة الشاعر(أو هو ما فهمته)!! كيف يعرف الشاعر أن ما كتبه لامس أحاسيس الناس أو شكّل إضافة لحيواتهم دون وضع إعتبار لدورهم كمتلقيين(مستحسنين كانوا أم مستهجنين)؟؟؟؟؟ ما هو المقياس لتقدم تجربة الشاعر وسيرها في طريق التطور؟؟؟؟؟ وإذا سلمنا -جدلاً- بصفوية من يكتبون ويفهمون ويستمتعون بهذا الضرب من الشعر (وبتعبيرهم الجودة دون الكمية) ، ماالمعيار الذي يجعل معجبهم بعشرة أمثاله من معجبي الشعر العادي(ولا أقول الكلاسيكي)؟؟؟؟؟ أنا -أبداً- لم ولن أطلب من الشعراء أن يشرحوا ما كتبوه ولا أن يكتبوا الشعر السهل الواضح الخالي من الخيال والترميز ، ولكنني ضد الإيغال في الغموض للدرجة التي تجعل المتلقي ينفر من النص... بانتظار المزيد من التوضيح لفكرتك لك مني فائق الإحترام |
احتمال وكان ما أخاف الكضب 100%:D
هيثم ازيك ياخ |
اقتباس:
الشعر عاطفة تقتاد عاطفة و فكرة تتجلى عن أفكار الشعر إن لامس الارواح ألهبها كما تقابل تيار بـتيار و التحايا ليكم الاتنين و للجميع .. |
اقتباس:
مش عليك الله!!؟؟؟ همس الشوق شخصياً؟؟؟ مرحب والله وخطوة عزيزة افتقدتها لفترة ليست بالقصيرة |
الساعة الآن 02:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.